~لتكن الأوراق الساقطة خريفاً بصفرتها دليلاً على شقاء درب
ولتأتي نسمات المساء رطبةً تُهدي أرواحٌ جفّت طراوتَها
على حين غفلةٍ بدأ الرعب يدبّ في داخلي
فلا أنا هنا , ولا أنا هناك
~وكأن الحالكات تمعن النظر في وجهي
حتى غدت قسماتي أنا , أنا لستُ منّي في شيء
حتى دموع الطفل حين رأتني باحت عن مكنونٍ في صدري
~لعلّ العالم أجمع يسمع
لعلّه يعي ما يفقهه قولي ويشدّ أزري
لعلّ الغياب أرحم وسيلةً للوصول لحلقةٍ مفقودة
لا هي أطعمتني , ولا هي سقتي , ولا تركتني آكل من خشاش الحب
~فكيف بالمثيرات للنقع
في لجة النبض المتأجج خلف الضلوع ,
يتعبني وتتعبني كذلك
~حتى أن أطراف القصيدة الممزّقة في درجي الخشبي تنادي
وتسأل
هل حان الرحيل؟
وأتساءل: أي رحيل؟
فتتحاذق معي بسؤالٍ آخر :
هل حان اللقاء؟
وأتساءل مرة أخرى:
وأي لقاء؟
حتى كادت أوصالها أن تنقطع
شفقةً , ورأفة
وغيظاً وقهراً
~وامتزجت حروفي بألوان الصمت الرمادي
والبكاء الأحادي
من نفسي
وعلى نفسي
وإلى نفسي أشتكي جَوري
~كيف هي الدائرات تدور بيدي؟
وتلقّحني مصل الحزن حتى فتيء جزءاً مني
والحلقوم يتألم , والصوت المبحوح يترنّم بمقطوعة غبراء
حفظتها عقارب ساعتي , وبَصَمَتْها أرجوحتي في ثنايا عصرٍ كئيب
يبتسم لكل من مرّ به , علّ البصائر تخشع ولا تلتفت حيناً لحين خضوعٍ سكنني !