هل سبقَ وَ أن انتعلت الحُزن وظللت تبكيْني على الأرصفة وفي الممرات الضيقة
وعلى مرأى من الأحباب والأعداء .؟
هل سبق وأن فاضت بي عيناك ورسمتني بُعمق مائها المُنساب على وجنتيكَ
فظللت تبحثُ عن صورة لي تضمها لَصدرك وتشهقْ بي حينها احتياجاً !
هل سبق وأن طفت حَول نفسكَ تتسول الحب والذكرى من أشيائي العالقة بَك
لَكيلا تختنقُ اشتياقاً !
هل سبقَ وأن أتعبكَ البَرد وظللت تبحثُ عن رداء يقيكَ صقيعه فما وجدت
رداءاً يُجلب الدفء لعمقك سَوى رداءاً مغزولاً من صخب ذكرياتي مَعك !
هل سبق وأن توجعتُ وتخيلت إحدى يداي تتحسس مكان وجعك والأخرى
تربت على كتفي عجزك , فَكَفّ الوَجع عن وخزّ جسدكَ حينها وظللت
تضحك من أعماق قلبكَ آنساً وفرحاً بيْ !
هل سبق وأن تهلل وجهك فرحاً ذات منام حينما رأى الحلم ممشوقاً
بيْ وبتفاصيلي الصغيرة !
هل سبق وأن تنازلت عن الكثير من الأشياء المُحببة لديكَ لَكيلا يُقاسمك
أحداً معانقة طيفي العابر أمام شُرفة افتقادكَ !
هل سبق وأن بكيت , انتحب صوتك , تمزّقُ ثوبُ كبرياءك ,
أنطوى سَجلّ حُلمك , أندلقَ كَوَبُ سعادتك على كتاب خاليْة صفحاته
من ملامحي فَبكى الكتابْ لأجليْ وأحتضرت سعادتك حُزناً عليْ !
أنا سبق وأن فعلت كُل ذلك لَأجلك , فما أنت فاعلٌ لأجلي يا عزيزي ,
ولأجل الذكرى العالقة بشفتي الهوى خريفاً طويلاً ..؟
سارة القحطانيْ