منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2010, 02:09 AM   #102
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 625

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي موت المؤلف / هاوية نقدية



- السيدات والسادة .. نصل معاً إلى عتبة شديدة التوتر تحتاج منا جميعاً تأملاً عميقاً وسعة صدر ذاك أن موضوعة موت المؤلف حققت اشتباكاً واسعاً بين جميع سويات القراء ومنتجي الفكر النقدي .. واسمحوا لي بأن أصفها بأنها لحظة الحسم التي كان لابد أن يصل إليها كل متتبع ومتأمل لأي نص منتج عن فكر إنساني ومهما كانت مرجعيته... وإلا لماذا هذا الاهتمام بالنص والمؤلف والقارئ ... ؟

-أقول :

- ليس تبنياً لأية وجهة معرفية نطرح هذه الموضوعة وإنما متتالية بدأناها معاً في رحاب المصطلح أودت بنا إلى الوصول إلى هذه العتبة ولا أقدم هذه المقدمة إلا لمعرفتي الشخصية بأن أي منا يمكن أن يدخل عن طريق الشبكة إلى موضوعة موت المؤلف

- ليجد معارك محتدمة واتهامات غزيرة ومتقنة تقوم بين الأطراف المشتبكة حول هذه الموضوعة مابين مكفر ..ومتهكم ...ومنظر راديكالي ..أو عدمي ممسوس ...
أو لغوي حذر


- إلا أنني أحرص في هذه المساحة الضئيلة من البياض على تجنب تقرير واثبات وجهات نظر معينة وسنكتفي بطرح جوهر الفكرة ووضعها في سياقها المعرفي ...

-تمهيد :

- سنقنن الأبعاد التي تدخلت قضية موت المؤلف في تأثيث فضاءاتها وسنتجه مباشرة إلى البعد الأدبي وربما سنكون أكثر تخصيصاً فنتناول النتاج الشعري ..

- فالمعادلة التي يقرها أرباب الفكر ومتابعيهم واضحة ..معادلة الفاعلية الأدبية والمؤلف من الثالوث الشهير (( المؤلف ..النص ...القارئ ))

- وقد تم تناول القارئ بشكل مكثف من خلال عرضنا لنظرية التلقي ...وكذلك تم تناول النص من وجهة نظر البنيوية وهي أهم اتجاه نقدي عني بالنص تماماً ... وعلى ذلك وضمن هذا السياق سنعتبر أنه يحق لنا القفز فوق السطور المتعلقة بالقارئ والنص وحان الوقت لنقضي ردحاً طويلاً مع المؤلف ..

-

- من / ما ...المؤلف : عندما نستخدم من فنحن نعني اسم العلم/ الذات / الشخصي ...وعندما نستخدم ما فنحن نعني المؤلف هو فضاء ثقافي لغوي ..

- وسنبدأ باستخدام من ..

-((من)) المؤلف :

- أكثر الفترات التي عنيت واعتنت ضمن السياق الزمني للفكر النقدي والإبداعي

- بـ (من )المؤلف هي فترة المد الرومانطيقي الذي أولى المؤلف أهمية عليا نشأ عنها الاهتمام بحياته ومنجزاته حتى أصبحت السيرة الشخصية جزء من العمل ولعل الفترة الذهبية للمؤلف أعطت سمة عامة لتناول النص وهو أن المؤلف هو الذي يمد النص بالقوة انطلاقاً من حيثياته الشخصية وسيرته الذاتية ومنجزاته الاجتماعية وربما لازالت تمر معنا مثل هذه التقييمات في عصرنا الحالي ..

- إلا أنه بدأ انحسار هذه الحالة النقدية بالتدريج وخاصة بعد ظهور طلائع النقد الحديث حتى وصل الأمر إلى استبعاد المؤلف كلياً كجانب شخصي وتعالت الأصوات بأنه هناك سلطة للنص وسلطة للقارئ ولايمكن أن يكون المؤلف بحالته الشخصية وسيرته الذاتية ذلك الدور الأساسي ..وهذا ماترجمه الشاعر الكبير إليوت عندما قال
(( ليس للشاعر شخصية ))


- وأضاف عليها رولان بارت مقولته الشهيرة (( إن اللغة هي التي تتكلم وليس المؤلف ))

- وربما كنت قد تطرقت لهذا الموضوع عندما أطلقت مسمى (( النص البريء)) على ذلك النص الذي تصل فيه شخصا نية المؤلف إلى درجة الصفر لنحصل على موت حتمي للغة المؤلف وتسود لغة اللغة وهو حياد الشاعر الذي دعى إليه (( يونغ ..والشكلانيين )) ويبقى أن نضيف أن هذا الاستبعاد للمؤلف ومن هذا الباب لم يواجه إلا معارضة قليلة وربما اليوم يحصل على درجة شبه الإجماع في تناول النصوص ..بحيث أن المؤلف يستمد قوته من النص وليس العكس ..

-((ما )) المؤلف :

- كان لهذا الاصطلاح شبه تغييب عن الساحة النقدية حتى تعملقت فكرة البنيوية وما بعدها حول اللغة والبنية اللغوية وقد عرضنا فيما سبق لتعريفات اللغة المتعددة
(( بنيوياً )) ..


- وإذ عرفنا المؤلف فقلنا أنه فضاء ثقافي لغوي فإنه في لحظة الكتابة ووفق فكرة التناص
والبنية اللغوية يتحرك هذا المخزون الهائل من الاقتطافات والإشارات التي تنبع من ثقافة المؤلف والموروث الشائع ليتشكل النص من مجموعة من الأصوات المتعددة تتجسد في الكلمات المكونة للنص ولكن ارتصاف هذه الكلمات والعلاقات البنائية فيما بينها لاتتم بإرادة المؤلف وإنما هي محكومة بمؤسسة اللغة التي تفرض أعرافها على المؤلف كونه جزء من مؤسسة اللغة الأدبية ..

- وهنا نقطة الحسم ظهرت بسؤال كبير طرحه نيتشه ومالارميه (( من هو المتكلم )) ..

- ووفق الإجابات عن هذا السؤال انقسمت وجهات النظر بين ثلاثي شهير من فلاسفة النقد المعاصر وسنعرضهم على التتالي ..

-أولاً : موت المؤلف :

- وتم كتابة نعوة المؤلف بقلم رولان بارت منظر المدرسة البنيوية بحيث أنه قال (( أن تكتب هو أن تصل إلى تلك النقطة حيث اللغة هي التي تفعل وتؤدي وليس ضمير الأنا للمتكلم (( المؤلف )) .. وهنا يتحول المؤلف عن بارت إلى مجرد لحظة كتابة أولى وبعدها

- لاسلطة له إلا بمقدار ما يحتويه من مخزون لغوي ..فهنا اللغة هي التي تتكلم ..

- وأضيف ان هذه الفكرة هي المحور الرئيس لموضوعتنا التي نحن بصدد تناولها ....

-ومن أهم ما أقره بارت هو أن الوريث الشرعي للمؤلف هو القارئ ..فبمجرد وصول النص للقارئ سيولد لدينا مؤلف حقيقي فالنص يأخذ الدلالات المتعددة ويتولد أكثر من مرة كلما تعددت القراءات لهذا النص ...وكأن القارئ في كل مرة يؤلف نصاً جديداً ..كل مرة يؤلف نصاً جديداص

- ومن اهم ثانياً :بديل المؤلف :

- ميشل فوكو منظر الأركيولوجيا يقول : لايمكن أن نكتفي بالإعلان فقط عن موت المؤلف

- ونتأمل الفارغ الناتج عن انسحابه .. فنحن قبل ان يولد النص لابد لنا أولاً من مؤلف وعليه لابد من البحث عن بديل..

- لأنه من الموضوعية بأن انسحاب المؤلف سيترك فراغاً لابد أن يملأه مفهوم آخر ...وهذا المفهوم الآخر يراه فوكو بأنه حتماً قائم ولابد من التنقيب عنه ضمن المساحات الثقافية الكبرى ...إن فوكو لايكتفي بموت المؤلف بل هو يؤكد عليه عن طريق وجوب البحث عن بديل لهذا المفهوم .. وهذا المفهوم

- وهذا المفهوم ثالثاً : إهمال المؤلف :

- جاك دريدا مؤسس التفكيكية يقول ((إن المؤلف يكتب بلغة لايستطيع التحكم بها وبنفس الوقت لايمكن أن يتخلص منها..ولكن الأساس هو فعل الكتابة وليس الكاتب والأساس أيضاً هو فعل القراءة وليس القارئ )) وبالتالي ليس للكاتب أهمية أمام أهمية الكتابة وليس للقارئ لأهمية أمام أهمية القراءة ....

-نلاحظ هنا أن المؤلف لايموت عند دريدا ..وإنما هو مهمل بلاأهمية ولا أهمية للبحث عن بديل وهذا شبيه بنهايته ..

-السيدات والسادة ..

- ماتم عرضه بين أيديكم خلاصة مكثفة عن موضوعة موت المؤلف/الاغتيال الرمزي

- وقد تقصدت الابتعاد عن تناحر وجهات النظر لآخرين أو عرض مدرسي لهذه الموضوعة لاعتقادي بأن النقاش حول هذه الأفكار ضمن هذا المتصفح هو ماسيؤدي إلى إعطاء الفكرة حقها واشباعها ..لعلنا معاً سننجو برأسنا من هذه الهاوية النقدية التي لايزال يتدحرج بها البعض وهناك آخرون لايزالون على الحافة ..وآخرون قفزوا فوقها واعتبروها من شطحات الفكر النقدي ..

-وتقبلوا فائق احترامي وتقديري ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس