من غَيْر اللائِق أنْ تَمُر على هَكَذا حَرْف ٍ ، وتَمْضِي بِلا وقُوف ٍ يُثْريْك قَبْل أنْ يَعْنِي لِصَاحب الحَرْف شَيْئًا!
الحَديْث ُ هُنا لاتَعْرِف مِن أيْن تَنْطَلِق ُ فيْه ، حَقِيْقَة ً
فَكُل مَاكُتِب هُنا مَنَارات شِعْريّة ، إنْ نَظَرْت ُ إلى صُورِها فِإنك لَن تَألُوا جُهْدَا ً فِي النّظَر والاسْتِمْتَاع ، والحَديْث
وإن نَظَرْت إلى البِنَاء فَهُو بِنَاء ٌ يُجْبِرُك على الوُقُوف عليْه بِأمَان وفَرَح، وإنْ نَظَرْت إلى الرّوح ، فَالرّوح هُنا قَرِيْبَة ٌ مِنك جِدّا ً
يا صوتك المحبوسْ |
......... عن كلّ مافي الأرض !
ذبْلت به أوراق الكلام
.... وتساقطت حزن وخريف
لين امتلى صدرك حفيف
.... ريح و ورق أصفر !
لين امتلى صدرك حفيف
لين امتلى صدرك حفيف
صُورة مُبْهِرَة –برغْم الألَم العَمِيْق جِدّا ً- وهَذه الصّورة تَجْعَل مِن الشّعْر حَديْث ُ رُوح
الشعْر ذنب ارتوى منْه الورق فـ الغرام
............. والبعد ذنبك و سال .. وعطْشت المغفرة
كَيْف لِهذه الصّور أنْ لاتُحْدث ُ التّأمّل والدّهْشَة!، وشَاعِرة ٌ كَالعَنُود تُجْبِرُك على الدّهْشَة بِكُل صِدق
والعمْر كنّه من الظلّ الطويييل لـْ ظلام
............ يمضي وما للعتَم فِـ ايْديّ .. شمعَ اذخره !
صورَة ألمُها بيّن ، ويَعْصِف ُ بِالفَرح ، ويُنادي الدّمع !
فَهذا الظّلام لَم يَسْبِقه ظَن ٌ بِأنّه آت ٍ ولَو لِلحْظَة ، فَمَا كَان لادّخَار الشّمْع دَاع ٍ حَال النّور!
يَاالله
جَمِيْل ٌ هَذا البَيْت ومُوغِل ٌ بِالألَم جِدّا ً
ولا عدت أطيق العبور وكلّ دربي عَسام
.............. من وين ولّيت عيني .. ماقدرت أعبره
قلت : اعبر الصوت و احايل حبال الكلام
......... لين أنطقِك ، وان خنقت بـ إسمك الحنجرة !
قلت اعبر الصوت،،
صُورة فَاتِنه ومُوحيَة بِالعَجْز إلا مِن الصّوت المُنْهَك
الصورة في هذا النّبض يالعَنُود حَديْث ٌ ذو شَجن ، وليْس لَنا إلا الشّكْر والدّعَاء لَك ِ بِامْتِنَان
كان الصدى يستبق صوتي سواة الرسن
.......... وتعثّر الصوت فـ حباله وطاح الصدى
فقط لِتُغْمِض العَيْن وتَتَخيّل وسَتَجِد أنّك اسْتَغْنَيْت عن النظَر هُنا ، فَهذه الصّورة بَليْغَة ُ الأثَر ، ولاأجِد ُ شَاعِرَة ً تَلْتَقِط الصّورة بِهَذا الجَمال شَاعِرَة يمُر حَرْفَها مُرور الكِرَام!
أغصان من موعدٍ مُمطر بصدري نمن
.......... ترتيلةٍ ترتكب صمتي : تضجّ المدى
شـ اللي بقى ؟ والسنين بْما بقالي مضن
.......... وش أذخر ؟ وكلّ شي ٍ راح مني سُدى
ماباقي الا حروف .. اطلقتهن و ان سمَن
.......... يـ اقرب من الروح والا : لا يِردّن ، فدا !
كَيْف لَنَا أنْ نَمُر ولانَجِد ُ أثَرَا ً بِنَا هُنَا يَالعَنُود !
كَيْف لَنَا أنْ لانجِد َفِي أنْفُسِنَا الرّغْبَة فِي العَودة مَرّات لِهكَذا اسم ٌ ونَبْض !
مَايُميّز ُ هَذا الحَرْف أنّ شَاعِرَتُه أمْسَكَت بِه بِيَد ٍ ، وأمْسَكَت بِالشّعُور بِيَد ٍ أخْرَى ، فَالقَارئ تَأثّرُه لايُمْكِن أنْ يُخْفِيْه ، كَمَا أنّ إعْجَابَه أيْضَا ً بِالحَرْف حَاضِر ، بِعَكْس كَثِيْر مِن الأسْمَاء الّتي تُمْسِك بِالحَرْف وتَنْشَغِل فيْه لِتَمُوت الرّوح حَال الانْتِهَاء مِن كِتَابَة الحَرْف!
العَنُود
أطَال الله ُ فِي عُمْرك ِ ، وفِي الشّعْر الّذي تَكْتُبيْن