the 10th of Apr
*
بعد أنْ حدثّت والدي بعد صلاة العشاء عَنْ إمتعاضي مِنْ سياسة تكميم الفكر ، و خلق فكراً واحداً لا غير و لو تبدّى غيره فلن يعيش طويلاً ، استشهدت له بقبض عُنق الموقع الثقافي الفكري .. ليرد قائلاً :
لا تزالْ حرية الفكرُ يا شوق مِعْوَلاً سيئاً في المجتمعِ ، طالما ربطوا به عوام الناس الزندقة و الهرطقة فماذا عساكِ فاعلة لمجرد قبضهم هذا الموقع الذي أكتب به أنا أيضاً ..!!
لا بــأس فتراجيديا التنوير تحتمل المزيد من الصبر و المعاناة ، كما وضّح ذلك فيلسوف التنوير الفرنسي دانيل روش
ثم أنَّ الأمر بإغلاق الموقع ـ بعد آخر غزوة تعرّض لها البارحة أو قبلها لست أعلمْ ـ جاء اليوم بأمر من السلطات العُليا .. !
تركني والدي بعدْ أن مضى وَ برفقته " عبودي " و أنا بزُخم إمتعاضي ، إذ أنني لا أُعنى بالعالم الإفتراضي مطلقاً و ما علاقتي به إلا و تقدّر بما آخذ و أعطي به ،
لكنني بُت ممتعضة هذا المساء لعدة أسباب عل منها أنني سأحرم من كتّاب رائعين جداً ، اثروا فكري و شكلوا قالب حداثي جميل جداً فيْ كيفية الفكر و قياس الأمور .
.اختفوا الآن و كيف لنا أن نلقاهم كتلاميذ لهمْ ! ثم أن إرثهم الفكري كان ضخماً جداً ، كيف يحصلون عليه بعد أن أُغلق هذا الملتقى الفكري الفلسفي الحضاري ..؟
و أكثر ما لظاني هو محاربةُ الإختلاف الفكري بفرض اوتوقراطية الفكر الأحادي فقط ..
*
جاءت رسائل صديقاتي لتسوق لي أماكن تجمّع الجروب بعد التشتيت ، أصبحنا في ملتقى مجاور يتشابه كثيراً مع ملتقانا الأول من حيث المبدأ لكنه يختلف كثيراً فيْ التفاصيل ..
فلا يوجد من أعضاء ذلك الملتقى في هذا الجديد إلا ثلاثين عضواً فقط أو قد يزيد بمعرّف أو اثنين ،
المضحك المبكي أنهم اعطوني ثلاثة ملتقيات في كلٍ منها أسماء أولئك الرفاق و الزملاء وَ الأساتذة الجهابذة..
- كيف يتم جمعهم براية واحدة لست أعلم ..؟ +_+
لا أريدْ شيئاً إلاّ أنْ يُنصفنا الزمن و يُفتح ملتقانا بعد أن أُغلق ـ فقط لا غير ..
سبحان الله آخر شيء قرأته اليوم الفجر في الملتقى كان عن " تراجيديا التنوير " لكاتب عظيم جداً ، فيلسوف يثري الفكر بإطروحاته ..
كتب بعمقٍ و بأسى ، بهمٍ إجتماعي و فكر مثقل و كأنه يتنبأ بما سيحدث مساء هذا اليوم !
*
" شوق تعالي هُنا كل الأصدقاء تجمعوا بعد إغلاق الموقع على هذا الملتقى www....." هكذا كتبت لي صديقتي " موشي " ..
بينما في الـ personal message كَتب " أحمد "
" يا أصدقاء الفكر النيّر ، لا تقلقوا سنعود يوماً و هذا عنوان تجمعنا في الفيس بوك ... "
بينما كتبت عبير
" صبايا و شباب تعالوا على ذا الرابط ، كل الجروب موجودين هناك "
و تشتّتنا إذاً يا أبريل ! عهدتك شهراً خاوياً خرافياً لا أباً للتراجيديا بك !
مالذي جعلك تُقسم علىْ الفراقِ ..؟
*
الحسنة الوحيدة في وجودي بالملتقى البديل أنني وجدت العديد ممن قد " تبنّدوا ههه " في ملتقانا المقبوض عُنقه ، اشتقت لشذراتهم الفكرية و طرافتهم التهكميّة اللاذعة
و التي كنستهم من الملتقى السابق .. ضاحكون مستبشرون برؤيتنا و يلوكون الشماتة بكبرياء متعالي ـ هكذا خُلتهم ـ بالرغم من أنهم كتبوا و سطّروا مئات العبارات الترحيبية و ارفقوا الأغاني المرحبّة ..
على ضريحك أيها الملتقى المُصادر أزرع غصن الزهر ، إلى أن تمر مئات بل ألوف السنوات الضوئية و حينها ستبصر الحرية الفكرية بيننا
و آنذاك سيعظّمون دورك كما عظّمت أوربا دور ديكارت وَ عمانوييل كانط و غيرهم ..