" شرف الخصومة " الموضوع عندما قرأته ذكرني بمقولة عظيم " لعداوتي شرف ليس من يستحقها " ، و لأنني قرأت هذه المقولة منذ طفولتي فقد وثقتّها تماماً ليست مثالية أو محاولة للتشبث بها بيد أنني تجريبية أكثر من أنني أكون مثالية ..
أتوقع أن يرد أحدهم و يذكرك بقول : الزمن تغيّر و القلوب تغيّرت و ضعف الوازع الديني و و من هذه المبررات الجوفاء التي نرددها مع كل تغير طبيعي قد يحدث .. السبب الأول في تبعثر المشاعر بين الناس و عدم القدرة على السيطرة
على تلك البعثرة يعود لإنعدام الوازع الحضاري و ضبط النفس ، ليس لتغيرات الزمن و إن كان قياس إنعدام الوعي الحضاري هو عائد لتغيرات الزمن و تلوّن الأقدار إلاّ أن فيكتور هوجو قد قال الإستطاعة و الإرادة و المعرفة من أهم الأشياء لصنع ( العالم ) ـ العالم مجازية هنا لأنني لا أذكر لفظة هوجو ـ فنحن نملك التغير و بيدنا ضبط الأمور لا لإعتناق القدرية الحتمية حد السلب و لابد من إستنطاق الطاقة الداخلية فينا لخلق حراك إجتماعي جميل و إيجابي ..
تطرقت لتوفيق الحكيم و طه حسين و معاويه بن أبي سفيان و و هؤلاء قد يصنفون فئة نخبوية مرتشفة لأسس و إنعكاسات لم تتوافر للآخرين عقلانياً و فكرياً و إجتماعياً أيضاً ، فالمثقف من الطبيعي أن ينعكس دور أدبه و ثقافته عليه في تقنين خلافاته و كلما تثقف المرء سواءا كانت ثقافته تحصيلية او تراكمية ( كما في بعض العوام الملمين كثيراً و هم لم يدرسوا ) كلما تصاعد شرف عداوته و خصومته ، بيد أن عدوه لابد أن يكون مساوي له لا مجرد شخص عادي جاهل أحمق ..
و لا حكم مطلق في هذه الأمور بيد أن الرائع طه حسين رغم سخاؤه الأدبي و ثقافته الأدبية الجمة إلاّ أنها لم تنهاه عن " غسل المشاعر و عرضها على حبل القراء كي تجف "
هذه الأمور نسبية و لكننا لا ننكر دور العلم و المعرفة في ضبط المرء لنفسه ، منذ فترة و أنا ممن يفضلون الحكيم على طه حسين و الآن وثقّت هذا التفضيل بجرعة إضافية ..
* الفروق الفردية تلعب في ضبط المشاعر و التحكم بالإنفعالات .. الرجل و المرأة بالنسبة لي سواء في كل شيء
و المفاضلة هي بما توفر من تعليم و ثقافة و تجربة و عمر ..
شكراً لك أستاذ حسين الراوي ، الجزء الأخير من المقال وجدته يختلف عن الأعلى