من الأمور المفيدة للغربة هي أنها تعلمك الاعتماد على النفس... وتجعلك محصنا ضد الصدمات..
لكن هذا بعد أن تجرب أكثر من مرة طعم الغدر والكذب والنفاق والخداع و و و و ...
لقد كنت قبل الآن مثل الزهرة المجففة...؛ جد هشة لمجرد اللمس الخفيف يتحطم هيكلها الجميل...
لكن الآن أصبحت داخل بوثقة لا تتأثر بسهولة والفضل يرجع إلى كوني رميت نفسي في هذه الحياة بكل جرأة..
بعد أن وجدت نفسي وحيدة ولا أحد بجانبي...
قررت أن أرتمي من علو شاهق لتتلقفني بعدها أيادي القدر؛ ويأخد الزمن مجراه..
وهو كالعادة لا يرحم أحدا..!!
وجدت نفسي أـسبح في بحر أمواجه أكبر من محيط ذراعي...اصراره أكبر من قوة احتمالي...
جاهدت وكم خدعني فكري وأنا أراني قد غلبته..!!
لكن اذا ما دققت وأعدت النظر ورائي أجدني بنفس المكان...وأنني أسبح ضد التيار...وأن تقدمي هو أبطأ من أن يذكر...!!
ولابد من التقدم فبعرض البحر لا مجال الا التقدم رغم أن التعب قد أهلكني...!!
لابد لأي كان أن يرتاح فلا أحد يستطيع أن يصمد أمام الضربات طوال حياته.
يحتاج الى الراحة ولو لبعض الوقت الشيء الذي لم أحلم به منذ أن أصبحت أدرك ما الحياة.
ووسط كل هذه التخبطات الشخصية تجد عقولا لا تستطيع أن تعيش دون أن تلحق الأذى بالأخرين..
ولا يهدىء لها بال الا عندما تراك وسط دوامة ضياعها...وتتعامل بعملتها...!!!
النفاااااق ....هو العملةا المتداولة بأسواقنا العربية...وهيا العملة التي اتفقنا كـ"عرب" أن نوحدها....
ومرغم أنت على تداولها والا وجدت نفسك خارج التاريخ والزمن..وضعت وأنت تحاول أن تشرح أنك على حق.
صدى صوتك ستردده كل الانحاء كالطبل الأجوف...سيتردد صداه حتى يصبح غير مستحمل..؛وستجد نفسك تهرب من صدى صوتك وأفكارك ومبادئك...
ولا يمكن لأحد أن يعيش دون مبادئ لذلك ستجد من السهل اقتناء العملة المتداولة...
وعندما تصبح خبيرا بالتعامل بها ستجد نفسك ترفض التعامل بغيرها لسهولتها....وربما تلتقي بمشوار حياتك المزدحم أحدا في وضعك السابق..
قد يرق قلبك له ولكنك لن تتوقف لتفكر لا ...
فقد استنفذت كل قواك وليس بمقدورك العودة أبدا... ستتجاهل نداء قلبك وستدوس على آخر صيحة ضمير وستكمل الطريق...