كانت منهمكة بالعمل حينما وضعت نظارتها على الطاولة وأخذت استراحة قصيرة ..
تعمل لساعات أمام شاشة الكمبيوتر ، تسجل البيانات والأرقام فيه ..
قامت فمرنت جسمها النحيل وظهرها
فذهبت إلى كنب طويل استرخت عليه وأمسكت بريموت التلفزيون وصارت تقلب بين القنوات ..
فترة دقيقتان استراحة ثم فكرت في أن تعمل لها قهوة كي تعدل بها مزاجها ..
دخلت إلى المطبخ ، فأخذت إناء القهوة ووضعته على النار وانتظرت دقائق ..
أحست بصوت في المنزل ، فطردت عنها ذلك قالت مجرد أوهام ..
عندما انتهت من القهوة ، أخذتها فعادت إلى التلفاز ، لا شيء غير عادي ..
جلست وبدأت باحتساء القهوة ، فكرت ربما هي نصف ساعة أستريح ثم أعود للعمل ..
انقضت النصف ساعة ، شاهدت حلقة فكاهية مع أنها لم تضحك أبدا !
عادت إلى العمل .. جلست على الكرسي وهمت بتدوين بعض الملاحظات قبل البدء من جديد ..
سألت نفسها .. للتو قد وضعت الأوراق هنا ، أين اختفت ؟!
لم يكن هنا أحد ، لكن أين هي الأوراق ؟
أخذت تفكر وتفكر أين اختفت الأوراق بالرغم من كونها وحدها في المنزل !
كانت على وشك أن تجن ! أوراق مهمة وبها معلومات سرية أين اختفت ؟
تفقدت بطاقة الذاكرة لم تجدها أيضا !!
كادت تجن من الذي دخل وسرقها ، لم تحس بصوت أحد يدخل ؟!
ذهبت إلى الباب ، قد اقفلته مسبقا كيف دخل ؟
كادت تجن ماذا ستقول لرئيس عملها في الغد ؟
أتقول له سُرقت المعلومات ؟! أم هل تقول اختفت !
تذكرت نافذة غرفة الجلوس .. ربما دخل منها ..
تفقدتها فوجدتها محكمة الإقفال .. حاولت فتحها وانزلقت معها بسهولة ، عرفت أنه دخل مع النافذة !
فكرت لا بد من استشارة محقق ما ..
ذهبت إلى ذلك المحقق المشهور في البلد وشرحت له كل ما جرى معها ..
قالت المعلومات سرية إن عرف رئيسي شيئا لسوف يطردني !
لا بد من الإمساك بالفاعل قبل أن تتسرب أي معلومة ..
باشر المحقق بالعمل .. ذهب إلى منزلها وألقى نظره على المكان ..
تفحص النافذة ، ورفع عنها البصمات وفي معمله قام بالمقارنة ..
ذهب إلى المدير حقق معه ..
سألها .. ما مدى علاقتك بمديرك ؟
قالت جيده إلى حد ما .. لكن لا بد من بعض المواقف ..
أكمل الاستفسار .. أي نوع من المواقف ؟
تلك المواقف التي يكرهك فيها رئيسك ويغار منك ..
رئيسك يغار منك ؟
نعم .. أحيانا يتصيد علي الأخطاء ..
نعم فهمت
انتهى الحوار ، فذهب المحقق إلى المدير ..
وسأله بعض الأسئلة ..
قال إذن لماذا تتهمك بأنك تتصيد عليها الأخطاء ؟
لا لا هي تكذب فأنا لا أتصيد أخطائها أبدا ..
لماذا إذن ؟
قم بسؤالها هي !
فحص المحقق يدي المدير .. ثم انصرف
تابع تحقيقاته مع بقية أعضاء الشركة التي تعمل بها ..
عاد إليها .. فوجدها في منزلها ..
قال لها .. لا تخبئي الحقيقة يا آنسة !
أنت من ادعيتِ كل ذلك حتى تلصقي سرقة الأوراق بمديرك حتى تأخذي مكانه !!
فلم أجد سوى بصمتك على النافذة !!
انتهت الحادثة وقام المدير بفصلها ، حيث قال لها .. أخطئت خطأ كبيرا هذه المرة ولا أسمح لواحدة مثلك بأن تعمل معي !