
هل تتذكرين..
هل تتذكرين لما انطلقت قبيل الغروب
تعتمرين القبعة الصوفية
وترافقك أسراب السنونو
وآلاف الأيائل والياسمين
لقد كنت أنا من أمشي وراءك
فهل تتذكرين
وعندما داعبت رياح أيلول أمواج شعرك
وأسقطت قبعتك
أنا من أرجعتها لكي
فهل تصدقين
حتى عندما شققت عباب السماء
كنت قد استحلت غيوما
وصارت يداي رياحا تحملك إلى حيث تشائين
ووصلت قبلك هناك واسترقت النظر..
واصطففت مع الناس لأكون بين المستقبلين
وعندما حططت رحالك في الفندق
لم أغف إلا وأنت طفلة بريئة على مخدتك تنامين
شعرك وباريس والمطر
كان إفتتاحيتي في ذلك اليوم الثمين
فحين انطلقت صباحا نحو جادة الشانزلزيه
سبقتك وأبلغتهم أن الأميرة قادمة بعد حين
وحين دخلتي المقهى الصباحي
واخترت الفنجان العاجي
لم تشعري وأنت تضعيه
كيف أصبح ملكا
واستحالت يده زمردا وراح يحلم أنك إليه قد ترجعين
لقد غرنا منه أنا والأنهار والنرجس وباقي الفناجين
ثم خرجت متألقة ذلك الصباح الباريسي المتقلب
والذي حيرك أصحواً كان أم مطراً
وحيرته أنت كيف أنك مهما لبست تتألقين
وعدوتي وعدونا معك أنا وقهقهة الرياح بين الشجر
وأسراب الحمام وحتى أسماك نهر السين
ولكم تعبت صعود أدراج إيفل خلفك
ولكم تمنيت لو أنك قليلا تستريحين
وحين اخترت أن تطلي علينا
من نافذة أليس
كنت أمام نافذتك جالسا مع الملوك والسلاطين
ولما أطليتي علينا بوجه ملائكي جميل
حدث الكثير..
غابت عصور وظهرت عصور واندثرت السنين
حتى أنك أوجدت لغة جمعت أهل العجم
وأهل الصين
أشهد أن مرافقتك كانت من أحلى حماقاتي
ولكن كم كنت أحمق لو لم أكن معك
آآآه لو تدركين
قد
يرسم اللقاء الذكريات التي نعيشها
ولكن
عندما نكتب نعيش الذكريات التي
نرسمها