........
تجتاحني في بعض الاحيان فترة هروب حتى من نفسي , احاول قدر الامكان ان اجهلني , أسافر الى امكنه لم اراها من قبل ولو ان هذه الامكنه قريبة جدا حتى لا التقي معي فيها عندما اتذكر انني جئتها من قبل ولكي لا اتعامل مع نفسي برسميه زائده نوعا ما او لكي لا اضطر الى ان اضيفني واعتبرني ضيفا ثقيلا .
تستهويني فكرة الهروب الى الأزمنه القادمه أيضا !! .
أحاول ان اتخلص حتى من الظل المرافق لي , في كثير من الاحيان اعتبر " ظلي " عميلا اجنبيا تزرعه الموساد مع كل مواطن عربي , هل الاجانب يعانون من المراقبه ايضا ؟ , لا اظن !
احاول ان اتخلص حتى من إسمي , من عاداتي القديمه في التركيز بملامح الناس , من ذاكرتي , دائما ما افكر في ان اتخلص منها واهديها لأي " فاقد ذاكره " بعد ان اخبره بأنها تحتوي على أناس طيبون سيخرجون له دائما للسلام عليه سأوصيه بأن لا يخاف , يبتسم لهم حتى لو كان بموقف لايسمح له بذلك وسيذهبون وهم مبتسمون ايضا
سأخبره بأنه قد تظهر له " طفولة قريه " ربما لا يستسيغ وسائل الترفيه التي ستظهر له ولكن عندما اقول له بأنها رافقتي بوفاء وبدون اي تقصير حتى سلمتني بيد المراهقه سيطمئن وربما سيلعب أيضا .
وسأخبره عن أشياء كثيره يتخلص منها اما بأن يقص الحكايات على نفسهِ وهو يبكي او ان يبكي بدون ان يقص الحكايات على نفسه ! .
سأخبره أيضاً ان سَمِعَ " رنين هاتف ثابت " بأن لا يفزع , هي نسرين صديقة السنوات الاولى من الجامعه عندما تلاقينا في مكتبة هجر بتوقيت الصدفه الاولى والاخيره , في الشارع القريب من الجامعه بنفس المكان والزمان ولنفس الرغبه : شراء مذكرة " حيا 101" .
نسرين التي كانت تتصل في البدايات لكي نكرس فكرة الايمان بالتخصص خارج اوقات الدوام ومن ثم كانت تتصل في النهايات لقول اي شي ليس له علاقه بالتخصص وابادلها بنفس الـ اي شي . سأخبره بكل شي , كل شي , وحتى لا أكون خائنا له سأنصحه أنه لو ظَهَرَ له طيف طفلةٍ ـ أوشَكَتْ على حضور قوسين او ادنى من الثلاثينات ـ بأن يهدي الذاكره لأي شخصٍ اخر او يتركها ـ ان كان في امه خير ـ ويلوذ بالفرااااااااااااااااااااااار !
ولأن الأغاني تفعل بالروح مالا تفعله الذكريات سأنصحه بترك كل الاغاني المتكدسه في ارشيف السنوات على رفوف الذاكره ويلوذ بالفرااااااار الى اغاني لا يفهمها , المهم أن ينتبه لها اذا انتهت أن يستمع اليها من الأول , كهذه الاغنيه مثلا :
