منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عار جادت بـ/ـ ع ـار
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2010, 03:01 AM   #1
ريم التركي
( كاتبة )

Post عار جادت بـ/ـ ع ـار


.


:

صفعت الباب بعد أن ترجلت من سيارتها,
كانوا بالقرب منها
يسمعون صوت الغضب الذي يختلج بداخلها
ولكنهم يصمتون ،
هم هكذا دائماً
يتجاهلون ويتمادون ،، ،
استرقوا النظرات لها
فقطبت حاجبيها وعضت على شفتها امتعاضاً
وأخيرا أطلقت نظرة في الفناء, كان العراء مخيفا
فكل ما حولها ليس إلا ذرات من رمال
البعض منها افترش الأرض و الأخر رافق الرياح في ترحالها..
مجانين هي على يقين تام أن كل عائلتها ليسوا إلا بقايا إنسان عاش ومات في الصحراء , ن
بذ العلم والتطور وشرع قانون الأغبياء , بث سمومه للجميع .
ألغ عقولهم حينما قال تبقى النساء عار
وعلى مر العصور .
تجاهل أفعال الكريم – صلى الله عليه وسلم – حينما كان يأخذ مشورة النساء ..
ويردد استوصوا بالنساء خيرا .
ويموت رجل الغباءبعدما قتل العديد من النساء
وتمضي السنون وتنتهي ألفا وعشرون سنه هجرية
ومازال السفهاء يصرون ..
تبقى النساء عار..
يجب على الرجال الخلاص منه ..
وعلى كل شهما أصيل أن يلف عاره بالسواد..
و أنا هنا لا انبذ الحجاب الشرعي ..
فما يأمر الكريم عزوجل إلا بالحق ،، ،
ولكني انبذ تلك القوانين الغبية التي يطوقوني بها ،
فهي كالكفن تماما .. إلا في اللون .. ولعلهم استكثروه ايضاً
لذا صبغوها من قسوة قلوبهم بالسواد...


سبحانك يا الله ..
اجلس الآن في خيمة فتحت شراعها على مصراعيه ..
أمد بصري فالفضاء فلا أرى سوى زرقة السماء ونقاء الغيوم
ولا أشعر في هذه اللحظات إلا بتلك الصخرة الجاثمة على قلبي
وهم يصرون في عائلتي على أن أبقى تحت تاج هذه الخيمة لأنة وبكل بساطه..
لربما وأنا أتنزه ..أن يتعرض لي رجلا مجنون..
يحاصرني برغباته فأصرخ و أطلق ساقي للريح وأنجو منه..
واجلب العار..


أيضا البقاء بالمنزل لوحدنا يجلب العار
حينما تقرر أمي الخروج..
فلعل احد الأشرار يعلم بالأمر
فيسطو علينا ..
ونحن نعيش في منطقة سكنية..
نعرف فيها جيراننا
ولدينا هاتف ..
ونحفظ رقم الشرطة جيدا..
ونجلب العار..
ورغم مرور أكثر من9 أعوام إلا أني مازالت اذكر جيدا ..
تلك القصة التي أخبرتنا بها جدتي..
وهي لفتاة في مثل عمري آنذاك- إحدى عشر عاما-
كانت مطيعة مجدة ونشيطة وهي المسئولة عن نظافة المطبخ
وذات يوم وهي تقوم بمهمتها المعهودة .. فاجئها رجلا لا تعرفه..
على الرغم من أن جميع أهلها في المنزل..
واخرج من جيبه مسدسا ( صناعته أوروبية )
إذن فلتسقط أمريكا- فهي التي تنادي بحرية المرأة
وتصنع الأسلحة وتنشر الفساد –
وقال لها مهددا الآن تعالي معي وبهدوء
هنا توقفت جدتي عن الحديث وسألتني –
افترضي أن هذه أنتي فماذا أتني فاعله ؟؟
و بسذاجة الأطفال جاوبت اخرج وبهدوء .
صفعتني جدتي بقوة
وتجلبين العار ..
ألا تحبين أباك و إخوانك و أخوالك و أعمامك
ألا تفكرين بمصيرهم كيف سيعيشون ..
كيف سيخالطون الرجال بعد العار .. .
وبسذاجة الأطفال مرةً أخرى ..أتسأل
أذن ما العمل ؟
بسكين المطبخ انهي حياتك بضربة وجهيها إلى قلبك..
فالجروح لا تنفع في مثل هذه الحالات
و ببرأه الأطفال أصيح :- ألا اصرخ
أجابتني جدتي : إياك
فمن الممكن أن يهب احد إخوتك إليك
فيتواجه مع ذاك المجرم ويقتل احدهما الأخر ..
وتجلبين العار والثار ..
فالنساء عار !!


هذا درس من دروس جدتي ..لا أنساه
ومازالت دعوتها المفضلة ترن في أذني ..
"يا رب انك تسترنا في هدومنا ثم قبورنا"




(الخلاصة)

أنا عار جلب العار حينما قررت أن انفصل عن شبة رجل
وعار مرة أخرى حينما رفعت صوتي في حضرة أخي - عفوا اقصد رجل
وعار ثالثه حينما توظفت في عمل خصصته الدولة للنساء

وبما إني عار حينما ذهبت!!
قررت أخيرا..أن اجلب العار
ولكن هذه المرة بإرادتي
فليس من العدل أن يعيشوا هم
و أموت أنا وحدي بالعار ..

:

.

 

التوقيع

انثى تنسج الحزن من الألم
reemalturkeey@hotmail.com

ريم التركي غير متصل   رد مع اقتباس