
اليومـ أمامـ نافذة أضلعيـ..
لمحتهـ يبتسم بدهاء ويوشوشـ للرياحـ ، يبدو متعباً بالأفكار في مقعدهـ
ويرمقـ المارة بهدوء..
ما أبشعـ حبال الوحدة في سنـ متأخر..
وما أقسى نظراتـ اللهفة في أعينهـ الضيقة بكل الأحزان والأيامـ
المتخنة بالذكرياتـ البعيدة ..
لمحتهـ يهمس بين الفينة والأخرى للحمامـ المنتشر بعشوائية حولهـ
كأنهـ يتخدهمـ أنيس وحدته القاتلة..
حزنتـ لهـ ... ولمـ أشعر بالوقت وأنا أتامله وفجأة تلاقتـ نظراتنا..
لمحتـ استغراباً في أحداقه كأنهـ لم يعتد أن ينتبهـ أحد لوجودهـ..
ووجدت نفسي أبتسم لهـ من وراء أضلعي بينما دمعة مرة تنزلـ على خدي البارد..
لكنيـ مسحتها بخفة عندما حيانيـ بانحناءة من رأسهـ الذي غزاهـ الشيبـ..
وأرسل لي مع الرياحـ ابتسامة ملؤها الحنانـ وانصرف عن مقعدهـ الخشبي بخطواتـ رشيقة
كأنهـ ملكـ الدنيا وما فيها...
وتركنيـ أتخبط بأفكاريـ ...
.
.
.