- 1 -
زمنُ الحبِّ
هوَ العنوانُ المجيدْ
باليدِ شمعَةٌ
وبالأخرى ورْدَةٌ
وبالعينِ طيفٌ .. فقيدْ
كلَّما
أقبلَ القمرُ عليَّ حذَّرني
تلكَ امرأةٌ
أتتْ من بعيدْ
لها مكاني .. وعطْفاً
تنازلتْ إليَّ بكرمـٍ فريدْ
تلكَ امرأةٌ
إن عَشقتَ قبلها
فاجفلْ
لأنها الهوى في ثوبٍ جديدْ
هي سهدٌ لا يتحرَّرْ
ونورٌ .. في الظَّلامِ لا يتكرَّرْ
هي ما يدْرِكُكَ بغتةً
وما يجعلُكَ
تعيدُ التاريخَ محْفوظاً
دونَ تعقيدْ
هبْتُ بكَ يا شاعِرَ الزمانْ
حسناءٌ لا تَكْتُبْهَا
كما يُكتَبُ الحِسانْ
لا تستَرِقِ الحروفَ من عينها
لا تهديها ما تعوَّد
عليهِ بنو الإنسانْ
لأنَّ جمالها لا يرضى بالقليلْ
لم يكنْ ليلتفتَ
لبيتِ هزيلْ
قوامهُ إعصارٌ وبنيتهُ من حديدْ
.........
- 2 -
سأخبِرها بالحقائقْ
سأضعُ الكلمةَ
على مقربةٍ منها
لتغدوَ فراشةً
تطيرُ .. تحومُ .. تحطُّ
على وجنتيها
بشكلٍ لائق
كلَّا .. لم يكنْ
ليليقَ بها شيء
فالكُحْلُ من الرَّبِّ
والعينُ كالفضاء
والبسمة ما أحلاها
من الثَّغرِ إلى الخدْ
مسيرةُ دهرٍ
أتغزَّلُ ولا أرتابُ عائقْ
سُحْقاً يا امرأةْ
جمالكِ مخيفْ
أرتجفُ إذا طوَّقني دفئهُ
ليغزو جوارحاً
شُلَّتْ .. احتُلَّتْ .. اختَلَّتْ
بكرْبٍ فائقْ
أشهدُ .. أنَّكِ حوريَّة
بلْ .. من الأصدافِ خرجتِ
لؤلؤةً بيضاءْ
عروقها جوريَّةْ
أشهدُ .. أنَّكِ مختلفة
بلْ .. ملتهبَة
ريقٌ .. منَ الخَمْرِ
وخصْرٌ .. انتحرتْ عليهِ
رياضٌ وحدائقْ
هوناً .. عليَّ هونا
إني خاضعٌ .. دامعٌ .. بائعٌ
دنياي .. فهلَّا
سكبتِ الحبَّ في شرياني
وكنتِ للوريدِ عونا
الجنَّةُ يديكْ
والعمْرُ تحتَ جفنيكْ
قدَّمَ الولاءَ .. طاعةً
والعِشْقَ لونا
لا يحترسُ فيهِ غَدْراً
وإن تيقَّنْ
أنَّهُ للحزنِ لا محالةَ
ذائقْ
..........
- 3 -
أنتِ والسِّحرُ
وجهانِ لعمْلَةٍ واحدَة
فإن كانَ السِّحرُ أسوداً
فجمالُكِ أسودا
وإن كانَ الغيمُ ظِلَّاً
فالقوسُ على خصْرِهْ
يغتاظُ بَعدكْ
فُقْرَ المنزلا
شماليَّةُ العينِ
وشفاهٌ جنوبيَّة
حوراءُ الطَّرفِ .. لا !
إن الطَّرْفَ منبعُ الصِّفاتِ
العذريَّة
يا عاقِلةً .. يا شقيَّة
تثورُ بي البراكينُ .. وتعلو
بأطرافي رعشةٌ قويَّة
أخافُ أنْ احتضنكِ
فتغزو الروحُ عروقي
ليسَ إلَّا ..!