منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زَاويَة : [ إلاّ رُبْع ! ] .
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2010, 07:53 PM   #7
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي




[ مروَحَة : بِكَسْر المِيم !! ]

*
الْحِكَايَة :
اجْتَمَع مُدِير احدى الشّرِكَات الأوروبيّة المُنتِجَة للصّابُون بِمُوَظّفِيه .
إثْرَ تِكْرَار هذه الشكوَى " هُنَاك بَعْض عُلَب الصّابون الفَارِغَة "!
طَرَح المُدِير هذه المُشْكِلَة على مُوَظّفيه .. قائلاً : ما الحَلّ ؟!
قَالَ أحَدُ المُوظّفين :نُعَيّن عَدداً من الأشْخَاص لِفَحْص عُلَب الصّابون قبل رَصْفِهَا في كَراتينها.
أجَاب المُدِير هذا الحَلّ غير قابل للتطبيق فالمَصْنَع يُنتِج أكثَر من 1000000 علبة صابون كُلّ يوم !
قَال الثّاني : نُصلِح أو نَغَيّر المكائن الخاصّة بِتَعْبِئة الصّابُون بـِ عُلَبِهِ !
أجاب المُدِير هذا الحَلّ مُكْلِف مادّيّاً وغير منطقي فالعُلَب الفارِغَة لا تتجاوز 40 أو 50 علبة من مليون !
قال الثّالِث : نَضَع إعلاناً هذا نَصُّهُ : ( من يُحضِر عُلبَة صابون فارغَة نعطيه عُلبتين ) !
أجاب المُدِير : هذا ليس حَلاًّ ..فَالمُشكِلَة لا زالت قائمة !
قال المُوَظّف الأخير : الحَلّ بسيط جِدّاً .. وَ سَكَتْ !
إلْتَفَت الجَمِيعُ إليه وَ على رأسهم المُدِير .. الذي قالَ : تكَلّم !
ابْتَسَم ذلك المُوَظّف ابتسَامَة ثِقَة .. وَ قال :
نَضَع مِرْوَحَةً موجّهَةً على السّير الذي تَمُرّ بِهِ عُلَب الصّابون قَبْل أن تُوضَع بِكَرَاتينِهَا !
العُلْبَة الفارِغَة ستسقُط .. والعُلبَة المملوءة سَتُكمِل طَريقَهَا !
ابتَسَم المُدِير وأجاب : الآن فَقَط حَلَلْنَا المُشْكِلَة.. .
:
تَذَكّرت هذه القِصّة وَ عيني تَقَع على مئات القَصائد الشعريّة الفارغَة هُنَا وَ هُنَاك .
والتي تُشْبِه عُلَب الصّابون الفارغة في القِصّة الآنفَة الذّكر ،
هذه بمطبوعَة شعبيّة وَ هذه بمنتدى إلكتروني وَ تِلكَ بُمسابقةٍ شعريّة والأُخْرَى بِقَنَاةٍ فضائيّة ،
تَعَدَّدت المَنَابِر والمَحَابِر .. كَمّا .. أمّا الكَيف فَـ" رايح فِيهَا " !
إذ لا مُروَحَة لَدَى المِنْبَر وَ لاَ مِرْوَحَة لَدَى الشّاعِر / الشّاعِرَة .
لِكَي تُطَيّر هذه العُلَب الفَارِغَة وَ الفَرَاغ المُعَلّب من النُّصُوص !
مِمّا أصَاب المُتَلَقّي بالغثيَان والمَلَل جَرّاء هذا السيل الجَارِف من الرّدَاءة !
فَهَل أصبَح الحُضُور لِمُجَرّد الحُضُور .. هُوَ الغايَة ؟!
أم أنّ المُتَلَقّي أصبَح بلا أهَمّيّة ؟! ، لَدَى تِلْكَ المَنَابِر وَ شُعَرائها ؟!
حَتّى نَصِل إلى الإجَابَة ( المِرْوَحَة ): أتْرُكُكُم بِخَيْر .

:

الْحِيَاكَة :
الْقَلَم : جِسْر الألَم
بِين رُوح وْ بوح ،
لَو تَأمَّلْنَا الكِتَابَة
مَاهِي إلاّ فَنّ ..
( تَقديم الجُرُوح ) !


*
العَدَد : 234
1/ يوليو / 2009 م .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي غير متصل   رد مع اقتباس