ها أنا أرحل من جديد لدفء العينين
لجوع أبدي لعذابات لا تنتهي
أعشقه هذا الصهيل الشارد في شوارع
المدينة..أمسح عن جبهتي آثار تعبٍ يمسِّد غرة
ضياعي حينا وينفشها أحيانا...في حضرة هذا الأفق البعيد
أُسكن جنوني ودفء غربتي..برعشة عينيك
احتوي زمني وأبحث فيهما عن آهة ما اتسعت لها الأمداء
وأزرعها في نبض أو موال أو قصيدة.
سأبحر في عينيك لظى وجع ...لأعترف أني
بحضرة هذا الحزن النائم ملء الجرح بأنه
يظل لموتي وكذلك نشيده مذاق روعة الألم
في احتوائي له ... وتظل له قدسية موته...هذا البريق الذي
تزهر به عيناك ما هو إلا بقايا لوعة فرح راحل
في احتضار موتي ...ليبعثني من جديد جدب قصائدك
سأغفو ملء راحتيك ...لتعلمني لغة عشق جديدة
أتقنها وأتشرب حزنها حتى أتيقن
أنها حاضرة في دمي لتنبت فيه شقائق النعمان.