منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ قيكائِيلْ ] :
الموضوع: [ قيكائِيلْ ] :
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2009, 03:16 PM   #2
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

افتراضي




نَظرُك عَلى الْوَحمة , الْوَحمة الْتِي أحياها جُوع أُمي عَن الْتَمر :


هُم يَقْولون هَكذا : ( اجْلب للحَبْلى مَا تَشْتَهيه حَتى لا تَكُون هُنَاك عَلامةً فَارقة فِي جِلد وَلِيدها ) ..
وَكَما أذُكر فِي الْرِحم وَغَرق الْمَاء الْمُدمّى .. بأني كُنْت أمصُّ دَمعها مِن حَبْلها السريّ ..واستْشَعر قَفز مَن تَكْبُرنِي ( هَيفاء ) عَلى حُجْرها وَألعب ..
و أرْسُم مَلامح الْشُبَاك الْمَائل وَ الْقُصعة الْخَالية الْتِي بَرَهنت بأنّي ابنة الْنخلة الْتِي لَم يُهزّ جِذعها وَ الْفَضيلة الْوسْطَى الْتي لَم تشهد عَلى نُبوءتها حَقيقة وَاحدة .

- كَتفي زَهق وهُو يَحملها , تحمّل الْجَدب لَأجلها ..وحِينما مَات الْمَطر قَبل أن يَبلغه ..
دَحْرَجها عَلى ذِراعي هُنَاك حَيث تَجري الْعُروق خَلف الْوَهم هَرباً مِن الْوَهم , وتَجْني الْشمَس حَصَادها - الألف ظُلْمة - فِي الْدَورة الْدَموية الْواحدة ..
أنَت الآن وهِيّ .. ثَلاثةً بِدُوني ..أجْهَلك , أجْهَلها .. وأْعلْم الأخِير ..
رُبما لأنِي الْهَمزة الْتِي كُلّما تَتَابع نَظرك عَلى تَفَاصِيلها
اخْتَفت مِيمْها ,

- الْمَسَافةُ بَيننا تُقَاسُ بِشَرّقة ..الْمَسافة بَيننا تُعاملك تماماً كَما أتعامل مع اسمي ..
وَالْرَائِحة الْتِي تَزْكم الأنْوف لا تَخرجُ مِن صَدْرِي .. الْوَحمة يَحرقها الْمَاضي عَلى ذِراعي .. ذِراعي عَلى عُنْقك ..وأنتَ قَريبٌ بِما يَكفي
لِتشمّ حَامض رِئتي .
لَكنك لَا تَحْمِي الْقَرية مِن رَحْيلي .. وَتَجْعلني أحَيك جَوْرَبُك الْمَثقوب .. وَلا أتَعب حِينما أشدّ مَقاس الْخَيطِ مِنْ الْبَكرة ..
الْثُقب بِحجمِ قَبْضَتي ..بَحَجمِ قَلْبِي ..وأنْتَ لَم تَدُس حتّى ظلّي ..

- الْفِرارُ مُجدٍّ كَثيراً .. لِذا تَتقمصُني الْمُجَابهة كُلّما غَفَوتَ.. وحَاولتُ رَتق مَكَان الْنَشيج الْغَائب عَن صَدْرِك ..
أتْعَبُ فِي حَصر ( الهزّة ) الْتِي تَبحثُ عَن مَيمها ..كُلّما دَفَعتَني زَفرتك إلى الْخَلف كَما لَو أنّي بِخفّة الْرِيشة وحُلْم الْوطِن
الْعَاطل ..لَكن أمَلي بَأن أمْلَأ قِطعة مَهَد ابني الْصَغير ( نشيج صدرك ) ..
يَجعَلني أتَشَعبُ فِيكَ حَتى أكْمِلك ..

- أَنا الآن يَامِيمٌ وَ هزّة وَ هَمزة.. تَماماً فِيك ..
الْمِيمُ تجرُّ الْوَحمة إلَى قَدمَي ..الْهَزّة مِن جرّاء عَينيك تُسَهلّ ذَلك ..وَالْهَمزة فِي آخر اسمي تُقْرن المسافة بَيننا ..
لِذا كُلّ رَكلةٍ أفعلها لِحُبّك ..تُوسّع مَهد ابني بالشكّل الَّذي يُسْقِطه وَ يُنْجِبني مِن جِلدك .

- ’’ الْوَحمة ’’ نَشيجُ صَدْرك الْهَارب اليّ
وَ جُوّع أمْي فِي الْحَبْل قَانونٌ يَحْمِي الْمُغَفلين ../ لِذا لا َتبْتَكرَ الْقَرية الْتِي فِي زِقاقها يَتَرَبى رَحيلي ..
وَلا تُحدّق فِي مهدِ ابني الْمَتأرجح بخيطٍ رَفيعٍ بَين كَتفي وَذِراعي .. جَسَدُك لَمْ يَسْتَأمِنُك حُلْمِي ..
وجَديلتي سَتسحبك
إلى سُفْنك الأخيرة .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل   رد مع اقتباس