منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - غازي القصيبي في ضيافتي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2009, 06:57 PM   #1
ناصر محمد
( كاتب وقاص وإعلامي )

Smile غازي القصيبي في ضيافتي !


.
.
تخيّل أن عظيماً ملأ الدنيا وشغل الناس،
قبل أن تأتي أنت إلى الدنيا،
يحل ضيفاً عليك أنت البسيط المتواضع؟!
مشاعر متضاربة ستربكك، ولن تعرف كيف
تعبر عنها، فقط تتملكك رغبة جامحة لتصرخ :
(فلاناً حلّ ضيفاً عليّ) !
هذا ما حدث لي مع أيقونة الأدب والشعر والرواية
والوزارة في بلادنا (غازي القصيبي) !


ما إن زف لي سكرتير معالي غازي القصيبي نبأ موافقته المبدئية على إجراء حوار صحفي لصالح صحيفة "سبق" الالكترونية ، والتي قرنها معاليه باشتراط أن تكون محاور الحوار وأسئلته بالمستوى المطلوب ، حتى طفقت أبحث هنا وهناك ، واعتصر الذاكرة التي شكل القصيبي جزء عزيز منها ، واستنفر الأصدقاء ، لأكتشف أنهم مثلي تماماً ، يعرفون غازي حق المعرفة ، ويجهلونه أكثر منّي !!!...، تساءلت في نفسي أي رجل هذا الذي كلما عرفت شيئاً عنه ، ازددت جهلاً به ؟!
أحاطني "غازي" حتى أيقنت أنني "وقعت" في بحر لجّي ، فمن أين أبدأ "القصيبي" ، وإلى أين أنتهي... ، شاعر ، أم وزير ، أم دبلوماسي ، أم أكاديمي ، أم روائي ، أم مفكر ، أم مثقف ، أم إنسان ، وغير ذلك الكثير الكثير ، مما يحرض الأسئلة التي تقافزت في رأسي كما قطعان صيد في فلاة -تكاثرت الظباء على خراش...فما يدري خراش ما يصيد- ، وكم كان مدهشاً أن تَعْرِضَ لي الأجوبة كما توقعتها ، حتى خيل لي أن أرسلها لمعاليه ليضع لها أسئلة كما يشاء !
إنه غازي الكتاب المفتوح وغابة الأسرار ، الرجل الواضح الغامض ، الأريحي البروتوكولي ، إنه ببساطة "الرجل السهل الممتنع" ...، فقررت -رغم كل شيء- أن أخوض "البحر" ، فما كل مرة يسنح (غازي القصيبي) ، رغم أنني كنت على ثقة وقبل أن يبدأ الحوار ، أنه سينتهي وفي نفسي "شيء من حتى" .
وانتهى الحوار ، الذي استحال فيه "البحر اللجي" نهراً رقراقاً صافياً هادئاً ...، لا أدري إن كان الزمن قد أخذ منه ما أخذ مدّاً ، فاستكان إلى جزر ليس معهود عنه ، أم أنه خُيّل لي أنني خضت عبابه ، بينما سرقني تأمله من بعيد على شواطئ طالما غمرها بمدّه ؟! ، الأكيد أنني قرأت الأجوبة وتفاقمت في داخلي أسئلة شتى ، وتوالدت "في نفسي من (حتى) أشياء كثر" !
لكنني لم أشأ أن أثقل على معاليه ، وهو الذي كان كريماً معنا ، وأنجز الحوار في مدة وجيزة ، رغم ماتخللها من أحداث تجعلنا نجد له العذر حتى لو صرف النظر عن الحوار برمته ، تمثلت في وفاة شقيقه خالد "رحمه الله" ... ، لكن معاليه قدّم لنا درساً مجانياً في فن التعامل ، ومعنى الالتزام ، كاشفاً عن أحد أسرار نجاحاته !
قرأت بين سطور الحوار إرهاص ينبئ عن ترجل الفارس عن جواده ، وقد "ألقت الحرب أوزارها" كما قال ، ولفتتني لغته الهادئة المسالمة ، وغازي القصيبي يُعرض عن خوض سجالات عقيمة كما وصفها ، رغم أنني -بزعمي- دسّيت فتيلاً في غير سؤال ، لكنه غازي الرجل النبيل حتى في خصوماته ، ومع كل خصومه !
أعرف أن معظم من قرأ الحوار ، انتهى متسائلاً : "مالجديد ؟" ، لكن ليس ذنبي أن غازي القصيبي يملأ الدنيا ، ويشغل الناس منذ أربعة عقود ونيف ، لكن جيلاً "تربى" على الإنترنت ، ربما لم يعرفوه كما أسلافهم ، سيضيف لهم حواره هذا حتماً إضافة من أي نوع .
إضافة أخرى أضافها هذا الحوار لصحيفة "سبق" وللمكتبة الالكترونية عموماً ، كونه أول حوار لوزير سعودي ، ولمعالي غازي القصيبي مع صحيفة إلكترونية على الإطلاق ، فضلاً عن إضافة كبيرة جداً أضافها لرصيدي الصحفي المتواضع !
فشكراً معالي الوزير الأديب الشاعر المثقف الإنسان / غازي القصيبي... ، بحثت عن عبارة تجسد امتناني وعرفاني ، فلم أجد مقالاً يليق بالمقام ، فكانت "شكراً" كلمة العاجز ، لكنني استدرك وأضيف "شكراً ، كما يليق بقامتكم الباسقة وتاريخكم الزاخر" !



.
.
لم أشأ أن أزعجكم بنقل الحوار الطويل إلى هنا ، لكن كم يسعدني إطلاعكم وتعليقكم عليه
في موقعه الأصلي على هذا الرابط :


http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=5&id=14

.
.

 

التوقيع


.
.

محتملٌ الحزن ، حينما ينبشه حنين النكوص . . .
لكنه فادحٌ وهو يقتات كل العمر القادم . . . . . . !
.
.

ناصر محمد غير متصل   رد مع اقتباس