مَرّتْ الأيامُ سَريعةٌ جِداً وَكأنها تَعلمُ حَجم الأُمنِية العَظيمة في قَلبي
بأن تَسير بالبُطْء الذي يَجعلني أتّنّفس كُل يَومٍ عَلى حِدة ..! اليوم
إكْتشفُت بـ أنّّ [ لـ نَجعلَ رمضانُنا هَذا العَام مُختلفاً ] عِبارةٌ جاءت
بِمحض الصُدفة في جَميع الرسائل التي بَعثتُها بِتَهنئة هَذا الشَهر !
هَل إنّشغلتُ بـ تَوصِيات الآخرين على أروَاحِهم وَنسيتُ أنُ أوصيني
عَى نَفسي ..!! أم أنّ القَدر يأتي بِعكسِ أمنياتِي البَسيطة لـِ أفقد الكَثير ..!
اليَوم 29/ من رَمضان .. وَقبلها بـِ ليلةٍ قُلت [ سَأجعل مِنّ هَذا العيد
شَيئاً مُخلتفاً لِمن حَولي ] جاء صَوتي مَخنوقاً بِِها خوفاً أنّ تُسرق أمنياتي أيضاً
لكِنَّ الوقت لَم يُسعفني .. أمجاد تلك التي تتشَكل بَهجة العيد في
إبتِسامةٍ مِنّ شَفَتيها .. تِلك التي تأتيكَ راكداً .. فَتُبعثرك تَجعل مِنّك
الواناً ووروداً وأغاني وأعياد ..! تَفقد [ جَدها ] لـ تُغادرمَع والدِتها صَباحاً
فَـ يُغادر العيد مِنّ عَيّناي قَبل مَجِيئه ..! تُغادر وما إستَطعتُ حَتى أنّ
أُكفكِف دَمعها أو أنّ أنطق بـ لاتَحزني ..!! تَطعلَ الكَلام في حُنجرتي
وَلم أقوى على [ قِفي لأحُظنك قبل الوداع ] ..
ياأنا : حَتى سَاعتي هَذهـ لا أملِكُ القُدرة عَلى أنّ أسمع صَوتُكِ
مُمتلِئاً بالحُزن في الوَقت الذي كُنّتُ أنّتَظر مِنّكِ [ عِيُدك أجمل ] كـَ أُغنيةٍ
فَيروزيةٍ في صَباح عِيد ..! في حِين كُنّتُ أنتَظركِ عِنّد العَاشرة صَباحاً
كَشمسٍ إختَلَطتْ أشِعَتُها بـ شَفق الصَباح وَحُمرة الغَيم .. فلا تَأتِين !!
سَتَرتدين الأسود وَتَسكُنين بين نَحيب المٌعزّين ..! لا إعتراض يارفيقة
كُل الأيام .. وَكُل الذكريات .. وَكُل الأسرار .. وَكُل الأعياد .. فالحمدُ لله
كما يليقُ بِجلال وَجهه وَعَظيم سُلطانه ..! كوني بِخير.. كُل ما أستَطيع
قَوله لـِ رُفقاء عَيّني كَـ أنّتِ لِأني حِينها أحتَاج مَنّ يُمسكِ بقلبي مَعَهُم ...!!