.
الفصل السابع .. /
في تلك الجمل الثائرة من بين فؤاد أنثى أودعتها على شكل خطوطٍ تحت أسطر رواية مترجمة لا تزال تُخبيّ حبها العُذريّ و المجنون خلف إختياراتها لِـ تنسيق الكلمات .. جمل جعلتني أنا الأنثى
أؤمن بِـ أنها ليست مجرد روح تتنفس الحب لا بل أجزم بِـ أنها تجسدها مسُ منه حتى باتت لا ترى غيره .. مهل و رؤيته و كذلك صياغته لِـ تلك الأسطر تصور حكمة رجولتهِ .. عكسها كَـ أنثى
.. لِـ ذلك أنا كَـ قارئة تأكدتُ من أن غادة سَـ تعجب بِـ كلامه ليس فقط لأنها تُحبه بل و أيضاً لأنها ترى كل مايفعله و يتكلم عنه صواباً ..
قصة مهل و غادة تضيء الشمع .و تُشعل حبهما و تخفيه عن الأنظار حتى أن فاطمة لم تَعد رسول الحب بينهما .. مهل فضلّ أن تكون له غادة و لِـ وحدهِ و أن يتبادلا حبهما معاً
دون وجود إطرافٍ أخرى تندرج معهما و بينهما .. فما حاجة مهل و لديه متسع كبير من قلب أنثى وماتُريد غادة غير عقل رجلٍ راجح يعشقها ..
"ياصاحبي..." بِـ اعتقادي أنها عودة الروايّ "مهل " لِـ واقعه .. و بالرغم من أن مهل يعرف أنه مازال يتحدث إلى طفل إلا أن هذا السعود لا يُقاطع حديثه و صامت بِـ هدوء .. تلك إحدى الصفات
التي يُحبها مهل في من يتحدث معه .. مهل لا يحبذ من يٌقاطعه حتى ينتهي أو يُجادله بإمر لم ينقضي منه ..
الفصل الثامن .. /
حتى يوفق الأنسان بين حياتهِ الإجتماعية والعاطفية و يتظاهر بِـ أن لا شيئاً يحدثه بِـ دواخله ماهي إلاّ كَـ غمامةٍ صغيرة تريد أن تحجب أشعة الشَمس .. الإنسان المُحب مرهف جداً .. شارد
بتفكيرهِ غالباً .. ناهيك عن المزاجية و التقلبات و أمور غامضة لا تحد لِـ سواهـ .. إلى أن يروض ذلك القلب و يجعل منهُ متسعاً لِـ من هم حولهِ و لِـ حبيبته و هو لأمر صَعب و جدالٌ لا ينتهي
إلا بِـ إلقاء الجسد على السَرير و الغرق بِـ النوم و بعيداً عن كل شيء ..
في ذلك الحديث بين مهل و عودة فهد تزداد السرعة في القراءة لِـ يلم القارئ بالأحداث سَريعاً .. كَـ أختيار موفق كان في هذا الفصل لأن بعد فصلين من التعمق في القراءة و الهدوء الذي يعم
أرجاء التفكير أحتاج إلى شيء ما يَدفعه إلى الإمام لِـ يجاري الحدث ..
ماتزال تلك العلاقة بين الصداقة و الماضي أمراً يُكرر لِـ مهل .. مهل لم يؤمن بِما رأهـ في صديق الطفولة .. مازال لايرى صديقة بالعين المجردة ففضل عين الماضي .. لِـ تقوده تلك العينين إلى
تأمل فيما شاهده في طفولته وما قاله صديقه قبيل دقائق ..
الفصل التاسع .. /
العلاقة مع فهد لن تعود كما كانت وخصوصاً بعد ماسمعه مهل منه .. هو مهل كما قيل سابقاً قليل الأصحاب .. فعندما تمكنت من الأستقرار في قلب غادة ..ذهب فهد إلى طريقٍ آخر .. و لم يتبقى
له سوى سلطان صديقه المُقرب و يعود لِـ يفتح الحديث عن غادة و لكن بـ زعمٍ و إرادة هذهِ المرة جمعهما القَدر في قلبه وعقله ونطق بهما .. أعتقد أن مهل كان ذا اختيار دقيق لمن أراد أن يشاركه
هذه العاطفة فَـ سلطان "متملك" حديثاً و يعلم مايتحدث عنه مهل .. فـ سلطان يعلم مقاصد مهل جيداً و مهل ارتاح كثيرا بالحديث معه عنها ..
تدخل غادة في الحدث .. تلك الغادة التي قرأت و تحدثت عنها فاطمة و تخيلها مهل .. تبدأ من هنا لـ تغير مجرى القصة و تمحورها حولها وحول مهل .. و نبدأ نعيشهما معاً فقط ..
لذلك و لِـ أول مره تُذكر صفات غادة الجسديّة .. كان أسلوب ذكي من الكاتب أن أستخدم بعد الصفات الأخلاقيّة الصفات الخُلقيّة ربما لِـ سببين .. :
الأول أن الراوي ربما أراد أن يبين أن الأهم جوهر الإنسان و أخلاقيه فهي من تبقى و أما المظهر فهو يتلاشى مع الزمن ..
الثاني لِـ أن الراوي رأى أن تلك الصفات ربما تتناسب معه كَـ شخص فَـ يجن بها على عكس قارئٍ آخر فهو يزيل و يٌضيف بعض رؤيته الشَخصية ..
الثالث لِـ أن الرواي أراد أن يصفها بدقة فجعلها في هذا الفصل لِـ تكمتمل الصورة النهائية لدى القارئ لأن بِـ رؤية مهل لِـ غادة أكتمل بذلك ماأراد أن يَخلقهُ الكاتب ..
,