أهدي كياني.. لنبع الحنان
..
عبثية أخرى أهرقها فوق كاهل أمي
أمي ! الكائنة بين حناياي
تلك التي تصمت حين أحتاج لصراخها وانفعالها
وتؤنبني حين هروبي نوما أو صمتا أو زيارة لزرقة البحر
أمي التي تدفعني دوما لرفع حاجبي استنكارا في معظم الأحيان
هي من جعلني أتقن فن الصمت المستميت وتطبيق شعار اصمت تسلم
سامحيني أمي .. إن بدوت طفلا يتخاصم مع عقله سنوات
ليجعله في سلة المهملات
فدقات قلبي تتضاخم
ويعلو ضجيجها حتى أكاد لا أسمع إلاها
.
.
لليلتين متتاليتين.. أتسلل خلسة
هربا منكِ إليه
أهرب من حضن الحبيبة أمي وعن ناظريها
لأجد حلا لتلك الدموع
وذاك الجفاف
طمعا في بعض مطر
فكل ما يحصل يصيبني بالذهول
افتجاعا ما بعده افتجاع
لأتأكد شيئا فشيئا أن أمي محقة
حين أخبرتني
أنك كالظل !
ستهرب وتهرب حين أبحث عنك
شكرا أمي..
رجوتكِ تجاهلي غيابي المتكرر وشرودي
ونسياني
بكائي واحمرار وجنتي
عنادي
والحزن البادي على محياي
رغما عن كل ما هو كائن سأغدو بخير
أذكر.. وعدتكِ بأني سأكبر يوما
سأنضج
وأكون كما تريدين
لكن لا وقت لدي الآن
فأنا لا أجيد فنون الكبار
ولم أجد بديلا عن براءة الطفولة
القابعة في أعماقي
نضجي ! هو أيضا سطرٌ مؤجل
سأكون.. ربما حين أغدو أما
//
حور
2009-08-01