[نسيم عبدالله]

منذُ البدء وهم يغذون الوعي لدينا أن أجمل الأحلام تلك " العاقلة "
والتي بالإمكان دبلجتها واقعياً حتى لا نكون فقاعة في فم سمكه
بمجرد أن تخرج حتى تذوب في المحيط ولا تعود موجودة ..

سألتني عمتي آنذاك : بم تحلمين !
_ أريد أن أصبح كاتبة ..
ضحكت : ومن سيقرأ لك أيتها الطفلة ؟
_ الناس .. كل الناس ..
هزت رأسها ساخرة : وهل سترك الناس التجارب العظيمة مثل نزار قباني ونازك الملائكة
ليقرأوا حماقات طفلة تكتب مواد التعبير ..
وعادت ترصد درجات طالباتها ..
شعر بدمٍ ساخن في عروق رقبتي لو كنت أخبرتها : نزار ونازك تجربتان
كبرتا وأصبحتا قامه ننظر اليها وكأننا ننظر الى السماء .. أنا أيضاً قد أكون يوماً ما تجربة
وأكون حالة وشيء !

كانت دائماً تقول : هناك دائماً أحلام وأوهام .. الحلم .. هو مايمكن تحقيقه فقط
والوهم يبقى وهم .. أنا مثلاً حلمت أن أكون مدرسة رياضيات واليوم أنا كذلك ..
وأيضاً وددت لو أخبرتها : أن هناك بين الحلم والرغيف .. دائماً نحتاج الى مانشتري به الرغيف
لكن أيضاً نحتاج للحلم كي نشعر بالخفة والحياة ..

قالت : وحدهم الأغنياء والمترفون من يجدون مساحة لرسم قلوب وسهام وغيوم وأحلام ..
هذه المرة قلت : والمحبطون والمسحوقون والقطط وكافة الكائنات بإمكانها أن تحلم
لا جمرك على على الأحلام .. ولم نسمع بأحدٍ ما ضُبط متلبس بحلم
حتى الحلم السياسي حين يبقى مجرد حلم غير مؤذي فلا أذى على صاحبه ..

هناك جزء من الأحلام يتحقق وجزء لانزال ندسه تحت الوسائد وفي الأدراج
لكن نخرجه بين الحين والآخر نقبله ونبتسم له ..
هناك أحلامنا السرية والسريرية واحلام اليقظة وفوضانا المتمردة ..

ما رأيكم أن نخرج أحلامنا للنور للتتنفس ..

وتحلم هي أيضاً ... !