تهيئة النفس لأوضاع جديدة،مُستجدَّة في الحياة
أمر يكذب من يقول أنهـُ تجاوزه بسهولة وبلا أدنى
أخطاء أو اشكالات تُذكَر ،لأنَّ التبعات لاتطفو على السطح
بسرعة و لاتظهر جليَّة إلا بعد استقرار للمشاعر وبعدَ هدأةٍ لِرَبكَة الظروف.
:
و ردَّات الأفعال الصاامتة هي أكثر و أقوى المشاعر قوة..فيما بعد
كَ هدوءٍ يسبِق عاصفة.
صديقتي نورة كانت تجلس في الصالة الكبيرة للمنزل وكانَ جميع أفراد
العائلة متواجدين وكانت إبنة أخيها تجلس في وَسَط الصالة ،كانت تتدلى
من أعلى الطابق الثاني ثُريا كبيرة جداً..وسَقَطَت رأساً على رأس الطفلة
الجميع هبَّوا واقفين وكانت ردَّات أفعالهم تتواتر مابين صُراخ وبُكاء
ومحاولة اسعاف أو جلب اسعاف ماعدا صديقتنا نورة كان بيدها
_كاسة شاي_ وتنظر للطفلة دون ادنى حركة إلى أن حُمِلَت بعدها الطفلة
إلى الطوارئ..عندها سُحِبَت _كاسة الشاي_ من يد نورة لتصرخ باكية
مُسترجِعَة للأحداث .
قصة صديقتي نورة كانت مثال يُقَرِّب لِ حديثي آنفـا..و كم هو غريب
عقل الإنسان..ومالدينا من العلم عنهـ سوى قَدرَ ما يُحَصّله إصبعٌ سبابة
حينَ غَمْرِه في بَحرْ.!