[محمد يسلم]

عذب المعاني,,

تلك الصفحات التي كانت أولَ مكانٍ أحط رحالَ حروفي المُجهَدة فيها،
تلك الصفحات التي استقبلتني عبرها شيخة وهي لا تعرف من أنا، ما زلت أتذكر اول قصيدة نشرتها في ذلك الباب في تسعينات القرن الماضي، عندما احترقت وانا احاول أن أجد ملاذاً يستقبُلً نصوصي المربَكة ورفضني الكثير وسخرَ مني ما بقيَ منهُم وانهالوا بإبداءٍ آراءً لم تكُن تعنيني مُحاولينَ صناعةَ أنفسهم على ضفاف حروفي الميتة، وفتحَت "شيخة" ذراعَ النقاء والمصداقية لي بكل فخر وحبّ واحترام...

اكتب هذه الكلمات لأنني أعرف ماذا تعني لي تلك الصفحة، وأنا أحد من إشتهروا وعُرفوا عربياً وخليجياً عبرها واخذتُ حيِّزاً لم أكن لأجده لولا تفاني تلكَ " الشيخة" في البحث للنشر لأسماء مجهولة الهوية تعيشُ في غربة الوطن وغربة النفسْ، لتستوطنَ صفاحتها كـ آخرِ خطوةٍ لإثبات الذات على الأقلّ..

شيخة، الدموع هنا تتحجَّر ومرايا النفسْ تتناثرُ متشظِّيةً، ليسَ على إبتعادِ شيخة عن عذب المعاني.!، بل لإبتعاد عذب المعاني عن تلك المجلة منذ هذه اللحظة، فــ شيخة تعرفُ كيفَ ترسم المعاني في أي موطئِ قدمٍ حلَّتْ بهِ.


شيخة، الحديث عن معانيكِ العذبة يطول، وعن أصالتكِ لا ينقطع، فأنتِ مثالٌ للمرأة البدويّة الشريفة، التي رفضت كل مبادئ النفاق الذي تراه في عالم الصحافة وحافظت على حريّةِ الفكر وتقبل كل أنواع الآخر لإبداعه لا لـ شخصهِ، فالنزاهةُ مملكةٌ تعلمها كل من يتابع شيخة الجابري ويترنم على أنغام معانيها العذبة ..


وللحديث بقية..

كوني بــ خير..
وكل عام وانتِ أجمل..
وكل عام وأنتِ أعذب واطهر..


حبي وتقديري


م/ي