يقول خالي وتلمع في عينه نظرة حنين لزمن ذهب ولن يعود :
لا أتذكر أننا " لعبنا " ورقصنا وغنينا كما فعلنا ليلة زواج والدك من صلفة السعدون ولكن .. للأسف هذا الزواج لم يستمر طويلا ً . أشهر قليلة و صلفة تذهب إلى بيت والدها زعلانة .. وتنجح أمك في استرضائها وإعادتها إلى والدك ، وبعد عودتها بأشهر تهجر بيت والدك مرة أخرى وتذهب إلى بيت أهلها ، وبعدها بأيام يُرسل والدها طلبا ً لوالدك بأن يتركها بمعروف ، ودون أي تفكير يقول والدك للمرسال : سلّم على سعدون ، وبلغه تقديري ، وقل له أن صلفة طالق بالثلاث !
بعدها بأسابيع قليلة ، وبعد خروج الرجال من مجلس والدك لصلاة الظهر ، دخلت أمك عليه ، وكانت من النادر أن تدخل مجلس الرجال .. نظرت إليه وهي تبتسم ، وقالت : أبو نوره .. أنا حامل !
بعد حوالي السبعة أشهر ، وتحديدا ً صباح الأربعاء ، لا يوجد رجل أو امرأة في جماعتنا إلا وبكى فرحا ً عندما أتاه هذا الخبر : سلطان الوطبان رُزق بولد فجر هذا اليوم .
* تريد أن تقنعني بهذه القصائد والموسيقى التي تفوح من هذه الورقة ، وبهذا المشهد الاحتفالي أن حدث ولادتك كان حدثا ً مهما ً ؟!.. يا أخي أنت ماخذ مقلب كبير بنفسك !.. ألا تعلم أنه في اليوم الواحد في هذا العالم يُولد أكثر من ( 320000) طفل ، وأن الغالبية العظمى منهم يولدون ويموتون دون أن يغيروا في هذا العالم أي شيء ، وصدقني ، أنت واحد من هذه الأغلبية . أنت " عدد " لم – ولن – ينتبه إليه أحد .