
و تسمعني , دونَ أن تُنصِت ,
كَأَنْ تُمسكَ محارةً ما بكفّكَ و تجرّها إلى البوحِ في باطنِ يدكَ بانقباضِ و انبساطِ الوجعِ و الفرحِ في صَدري ,
كَأَنْ تراقبَ من بعيدٍ فراشاتِ الخوفِ حولَ شمعةِ الفرحِ على شفتيّ , فتُحرقها و لا تفعل !
كَأَنْ تقولَ لي : هاكِ يدي , و أنتَ تعلمُ أنّي أسلمتُ صوتيَ لريحِ الشّمالِ منذُ أن التقيتُ عشبةَ صدركَ السّحريّة و أنّي منذكَ فقدتُ أصابعي و باتَ بصري الشّيءَ الوحيدَ القادرَ على الإمساكِ بالأشياءِ .... و يديك !
روحكَ وساطةُ السّعادةِ المؤجّلةِ مع توقيتِ الأزمنة , تهبها اقتراباً بقدرِ تماهيكَ مع صوتِ الذّاكرةِ اللامفتلعة , وحدكَ القادرُ على منحِها حينذاكَ صراخَ الحياةِ الأوّل أو صحوةَ الصّوتِ الأخير ,
ربّما لهذا , تفتعلُ انشغالكَ بأصواتِ الوجعِ الهائمةِ و موسيقى الأرواحِ المكلومةِ و الأوطانِ المقصيّة , و تتجاهلُ صوتَ ذاكرتي المحمومِ بك و شفتيَّ القادرتينِ على الصّمت و المنفى .
و ربّما لذاتِ الشّيءِ تفتعلُ الغربةُ بداخلي وطناً آخر , غير قادرٍ على الصّمتِ و الكتابة !
قدرتُكَ على نظمِ الفوضى بداخلي و تشكيلِ سرياليّةِ أحلامي طفولةً تُحيلُ الوجعَ إلى مرحِ اللونِ الأزرقِ على ركبتيَ و صدرِ العشب , و الحمّى إلى لعبةِ الماءِ مع السّماء , و الاختناقَ إلى اختبارِ قدرةِ الأشجارِ على الخضرةِ في الشّتاء , و حاجتي إليكَ إلى رحلةٍ ممتعةٍ نحوَ الأفقِ المجهول ,
اثباتيَ الوحيدُ للعالم أنَّ الضّوءَ ليسَ قدرةَ الأشياءِ على البصر , بل متعةَ البصرِ للأشياء !
:
نقطة :
العدمُ يذهبُ بصوتي , و شفتاكَ تستعيده !
* اللوحة لِـ فلاديمير كوش