
تَتشبَّث الوردة بالإصيّص..
وبين النافِذة والأرض مِقدارُ دَهرٍ كَ مسافة.
وتتوقُ إلى الأرض.
تُقحم وجهها بين تفاصيل الإصيّص..تتعمق..تتعمق
علّها تُحِبُه..لكن لا جدوى
وكُلّما حاولت.. فاجأتها رائحة المواد الكيميائية
في تُربتها ولونها البُنيُّ الداكن وتفاصيل لا تزيدُها إلا ألما...بينما التُربة
هُناك..فاتِحة ،زاهية ،حنونة، وتومئ لها من بَعيد ..
وهي تُغمِض عينيها أكثر
تتطاول ترتفع تَسمُق...
لترى الأرض والنافِذة عالية والشُرفة تحجُب عنها الرؤية
كُلهُم ..ضِدها كُلهُم متعاضدين إلا هي ..
يراها القادِم من باب السور .ويمتلئ غِبطَة
فمرآها يسُر الناظرين..
لكنها تَشحُب والغُربة تلتهِمها بلا هوادة..
والتُربة قريبة،
تراها تتطاول..أكثر كُل يوم تتطاول أكثر..
رُبما حتى تتفاجأ مَرّة بأنها أصبحت ..بلا جذورٍتجذِبُها للحياة.
حتى لو كانت إلى البُنيّة الداكنة ذات الرائحة الكيميائية .!
تُصبح لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..!
و آنذاك..فلو ساعدتها على الهرب الريح..فَ لن تعتَرِف بها الأرض .!
و ستسقُط عليها ..هامِدة ،غريبة ،شاحِبة وكُلُ ذَرةٍ فيها تَحكي حُباً لم يُدرك مداه..
حتى ذَبُلَ و ماتْ.!