
:
أهتديك دونَ وعي مِني .. ،
وأنتِ فِيْ الباطن تُرتبي مَيلي لـ وجهكِ العظيم ، لـ تَعصفِ بي .. وَ تَخلقيني ذَنبٌ مؤجلٌ مَغفرته .. ليومٍ مُكتملٌ إيمانُه ،
أبعثُ وجهي من سماءٍ ثامنة ، أفيضُ في تُربة غيابك .. وَ انبتني سجادة صائم .. تَحفُها ذاكرةٌ مٍنْ ملائكيتك .. وَ ادمع ،
أهجرني إلى أرضِ الحلم .. بوريدٍ ولادته حديثة .. يصبُ في الجذور المعتّقة بِك ، أُفتّش فيها عن رائحةِ الياسمين ،
وَ النارنج ، وَ صدرك ،
تَنسل طيوري الثمانية من أعشاش صَدري .. أُشيّد لهفتي المجنونة _ فِيْ أجنحتها _ أمتطي ظَهرَ الهواء وَ فراسة الطريق تَعرفُني ،
لـ أبتغي ربيع وَ غنّاء وَ أنهار كوثرك !
،
يَا وَطن ،
كُل شيء فِيّ قَضية مُستحيلة الحل .. حتّى إستئناف مَطر أجهلُ سماؤه ،
كُل شيء فيّ .. يُثمر معك .. وَ يصلي بَعدك :
الأصدقاء .. وَ هروبي مٍنهم لـ ألتقيك .. وَ مفاجأة الأشياء مِنْ حَولي في ترتيبي إليك ،
الغيم الذيْ أنظرُ إليه كُل تَمدد .. قبلَ حلمي فيك .. وَ النَجوم التي يتجاوزها نبضي بِك ،
فَيروز .. وردة .. عبادي .. الأغاني التي أُلقيها فِيْ صَدرك .. وَ أخشع ،
الأنفاس المتطاولة لـ عُنقِ السماء .. وَ إزدهار المَطر فِيْ حقولك مِن بعدِ لَملَمتي
هائمٌ في حُضنك ،
الأصابع المَمهورة لـ وَ جهك .. لـ صَدرك .. لـ خصرك .. لـ رقصِ تُرابِك الفُستقي ،
صَمت الطفولة فِيْ سَمعي .. لـ حُنجرتك وَ إستلطاف الحديثُ منك .. وَ عنك !
،
يَا وَطن ،
حُريتك فِيْ نَبضك .. ،
وَ جل سُلطتي في قَيدك .. ،
لا ترحل .. أو تُسقيني إرحل .. أو تَتركُني أرحل ،
أرقيك وأدون أسمك فِيْ خطوطِ صدري .. و اجبو على وجهك .. وَ أوقظ أموري كلها فيك ،
أُُسمّي عليك الله .. وَ أوضأك مِنْ ماءِ صَدري .. وَ أشتهيك تَسبيح حتّى صَحوك ،
يَا وَطن ،
لا تَرحل وَ تَنساني .. ،
لـ أنساني يتيمٌ أبد أنفاسي .. أُقبّل تُرابُك .. وَ أتركُني وردة تَستَجدي خلقَ روحك من جَديد !