[قايـد الحربي]

:

[ 2 ]

عَوْدة .

:


قبل الحديث عن التصوف في الشعر الشعبي ،
لا بدّ من الإجابة على هذا السؤال :

- هل هناك شعرٌ شعبيّ صوفيّ ؟

و بالتأكيد أعني بـ [ الشعر الشعبي الصوفيّ ] :
الشعراء الشعبيين المنتمين للصوفيّة كفكر و انتماء و مذهب .

حقيقةً بحثتُ عن أولئك ، فلم أجد غير الشاعر [ نجم العباس أبو إسماعيل ]
شيخ المعرفة الفطرية في الشام وَ [ سيدي عبد الرحمان المجذوب ] في
المغرب العربي .
:
أمّا إنْ أردنا تحديد الشعر الشعبي بـ [ الخليج العربي ] فستكون الإجابة
على السؤال السابق بالنفي ، و لكنْ لا بدّ من الانتباه لأمرٍ مهم جداً .

هناك شعرٌ شعبيّ يقترب من التصوف - إنْ لم يُحاكيه - ، و لكن ليس هناك
شاعرٌ شعبيّ صوفي - كـ انتماء و مذهب - .

و إنْ آمنّا بإحدى خصائص الشعر الصوفيّ و هيَ :
" التهويل و المبالغة، اللذين نجدهما فى الأبيات التى يعبِّر فيها الصوفىّ
عن الأحوال غير العادية التى يعايشها .. فيكثرون فى شعرهم من ذكر الموت "

فإنّنا سنجد في موروثنا الشعبيّ ما يقترب من ذلك كثيراً ، و لعل البداية
التقليديّة في تلك القصائد و التي غالباً ما تبدأ بذكر الله و إثبات الحب والطاعة
تجعل من ذلك شعراً صوفيّاً أنتجه شاعر غير صوفيّ .

- أيضاً - عندما يكون النصح و الزهد إحدى سِمَات الشعر الصوفيّ ،
فإنّ شعرنا الشعبيّ مليء بما يقترب من ذلك حدّ الشكّ بانتماء شاعرها
للمذهب الصوفيّ ..
و - ربما - في ردٍ لاحقٍ سنضرب بعض الأمثلة على ذلك .

:

لحينها كل الشكر لكِ .