كان الوقت متأخرا عندما اتصل بي وأخبرني أن زوجي يعاني من مشكلات صحية وأنه يأسف لذلك لكن .. يجب أن اكون هناك
لم أنم وبت أنتظر خيوط الفجر وماأبعدها لمن ضاقت به الظلمة بل وماأقتمها عندما يطبق الصمت ولانجد من نكلمه في ساعة نحن أحوج مانكون فيها للكلام
ماذا جرى .. ؟؟ لم يمض على عودتي الكثير وقد تركته في كامل لياقته وصحته
الموبايل لايرد وأنا لاأجد أمامي إلاه متنفسا قد يفرج كربتي لكن ..
مع الفجر كنت في الطريق إليه كان كل همي أن أصل وأستطيع أن أكون بجانبه .. غالبا هناك مشكلة كبيرة
( ربنا يعديها على خير ) كنت أرددها عندما انتبهت أني أتكلم بصوت عال فهذا الرجل رفيق دربي .. الذاكرة أيقظتني وحنيني عندما تدخلت وعرضت كل ماهو مبهر .أبعدت كل الصور القاتمة و جاءت بالصور الجميلة التي كنت نسيتها أو تناسيتها لاأعرف
على الثانية ظهرا وصلت و وجدت الرجل الذي اتصل بي يستقبلني ويرافقني إلى المستشفى وفي الطريق شرح لي الحالة التي دفعته إلى إحضاري ..
ومباشرة دخلت إلى العناية المركزة في قسم القلب .. موقف لاأحسد عليه ومصطلحات طبية لاأفهمها لكن فهمت أنها حالة هبوط مفاجىء ولابوادر استجابة حاليا
ولمدة يومين وأنا في مكاني وبيني وبين نفسي كنت أردد لن أتركه أبدا بعد هذا اليوم .. لن أرضى بأن يغترب لأجلنا من جديد ولابد من حل حاسم ..
اسم الله لم يفارقني ودعواتي لم تنقطع فهذا الرجل رفيق دربي كان الأب والأخ والصديق المخلص وأنا وأولادي بحاجة إليه وثقتي بأن ربنا سيستجيب رجائي لاحد لها
عندما لمحته يتحرك ولمحت ابتسامة على وجه الطبيب المعالج وهو ينظر إليه ويردد بكلمة الحمد لله على سلامتك
فرحت واطمأنيت وطلبت مفتاح بيتنا لأذهب وأبدل ملابسي عندما امتدت يد سيدة تبدو أفريقية ولاتتكلم اللغة العربية لتناولني المفتاح وهي ترتجف على ماشعرت .. كنت انتبهت إليها منذ وصولي وكانت دائمة المرور بجانبه وكان يبدو عليها التأثر الواضح / جدا
قلت من هذه المرأة الطيبة ؟؟ هل هي عاملة نظافة ؟؟
أجابوني لالا .. لالا ..
هذه دكتورة طبيبة استشارية زوجة الطبيب الاستشاري المريض
تساءلت طيب ومن أكون أنا ؟؟
في البيت تأكد لي أنها تعيش هنا ..
انتظرتها كثيرا لكنها لم تأت ..
والحمد لله أنها فعلت
قابلته بعدها ..
كان صامتا ..
شاردا ..
وكنت صامتة أيضا
الواجب يحتم أن أسكت
لكن إلى متي ..