و تسألني الرّجوع , و في عينيكَ لا زالَ يئنُّ جرسُ الرّحيل
و على يديكَ بقايا من ريشِ الغياب
و بينَ شفتيكَ آثارُ قبلةِ الوداعِ الاخيرة , و بعضٌ من دمي !
أأعودُ ؟ ..
و هل أملكُ إلا حروفاً ظامئةً كلّما اختارها المَطر , فاجأها شبحُ المسافاتِ المَظلم و عالجها باليباس ,
و أنا كفرعِ لبلابٍ حزين , يتسلّقُ جدرانَ الوجعِ بحثاً عن ذراعٍ لأملٍ قادرٍ على منحهِ الثّباتَ في وجهِ الرّيح ,
و غيابُكَ صلاةٌ تُمارسُها سِرّاً كلّما أردتَ الإختلاءَ بقلبِكَ و درءَ مطرِ اللهفةِ المُشتعلةِ عنه ؟
:
هل نعودُ طفلينِ و قلقُ الليلِ العميقِ في تزايد ؟
و سنابلُ السّلامِ جاثيةٌ على صدرِ الأرقِ تشكو عقمها , و قلّةَ المطر
و الرّبيعُ يحتضنُ نيسانَ و يكفّرُ عن ذنبِ الورودِ الذّابلةِ بصقيعٍ يُحرقُ فيهِ أغصانَ الانتظار ,
و أنتَ ,
ذلكَ الرّجل الخرافة , الّذي يُتقنُ صُنعَ الأملِ من عجينِ الفقراء ,
و بعثَ النّبضِ في أفواهِ اليتامى ,
و إعادةَ السنّونوةِ الضّالةِ إلى عشّها الصّغير ,
ثمّ يقفُ حائراً امامَ جرحيَ المفتوح , فلا يستطيعُ لهُ ضمادا !
:
أنعودُ ؟ ..
ليتنا نعود قبلَ سؤالكَ :
شو قولك ؟