.
.
.
على هامش افتقاده
ذات موت , قال لي ...
تحبك , فاحيا سريعا من أجلها , فما زال متسعٌ ليوم الحساب ...
بعد أن تعبوا وهم يغطـّون نتاجَ يأسك وبُعدها عنك
بترابٍ مليء بالحصى , وروثِ البهائم ,
و يكفـّرون ذنوبهم بأنهم كرهوك بحسناتِ دفنك ,
ويتـّعظون بموتك مؤقتاً .... إلى حين موت آخر ,
بعد أن تفننوا بشتمك - ليطفئوا نار قلوبهم أخيراً - ودعوا لك بنار ٍ خالدة...
قال أحد الحضور في تأبينك : الجوُّ باردٌ والحيُّ أبقى من الميت ,
فأ ثـنوا على فطـْنته ثم غادروا جميعاً ,
لم يتعبوا أبداً ولم يتكلـّفوا في رسم الحزن على وجوههم الباردة .
القوتُ هذا اليوم وافرٌ في كل بيت ,
والنساء يتربـّصن بليلٍ ممتع وطويل ,
ويحْلـُمن بهدوء مطلقٍ ونوم مثاليّ لأطفالهن ,
لذلك لم يعلُ صوتُ نائحةٍ عليك ,
بالله من يفتقدك ..؟
بينما هم يأكلون ولائم عزائك الذي لم يكن حضوره
بالمستوى المطلوب , كان شبيها بحياتك إلى حدٍ ما
خَفـَتَ صوتها المكتظ ُّ بغصّةٍ خانقة :
رحمك الله , كيف تجرؤ بالرحيل قبل أن تقبر خوفي من الكلام إليك... ؟
.
.
.