:
رَدّ لمنال عبدالرحمن في قصيدة أكرَم التلاوي [ تجين نموت ] ،
صورة مع التحيّة لـ ردود [ صَحّ لسانك ] !
القنديل الثّاني , تجين نموت !
سوف نلتقي ؟
تقولُها و عيناكَ باردتانِ مثلَ دمعي , و الحزنُ على شفتيكَ يضطرب ,
و اليأسُ في حنجرتك يتلعثَم !
أترانا نلتقي ؟
و تترقرقُ الوعودُ على عنقينا , و نحتضنُ المضطرمَ من جُرحيَنا ,
و ترفرفُ على خُطانا أجنحةُ العصافيرِ إذ يضيقُ الأفقُ فتعتنقَ جرحَ طاحونةٍ قديم !
و نتلو قصّةَ السّنا الموعودِ في موتِنا و نعيشُ ارتماءَ الموتِ العميقِ
كما أوّلَ شهقةٍ تُخرجُ الماءَ من رئتينا !
كما أوّلِّ ماءٍ يخرجُ الشّهقةَ من رئتينا !
و نموت ... !
و تخبو الشّموعُ , و تدورُ الظّلالُ حولَ جسدينا , و أهفو إليكَ و أنا أعلمُ أنّكَ سبقتني بشهقةٍ واحدة , و تبتعتكَ بألفِ شمعة ,
يكادُ حزني يمّزقُ صدري , و يهفو إلى عينيكَ البعيدتينِ كالصدى في النّجوم ,
و تنحلُّ الغيوم ,
و تنثرُ الريحُ ترابَ الوجعِ على ذاكرةِ الارضِ الملأى بأصواتنا ,
و يبلى كتابٌ ذابلٌ يطلُّ فيهِ وجهي من بين السّطور , و تنفضُ عنهُ أنفاسكَ غفلةَ الأزمنةِ الهاربة ,
و نعقدُ قرانَ اللّقاءِ الاخير , على قبضةِ الأحلامِ المُستقيلة , و نسترجعُ بدمعتينِ صامتتينِ :
شُعاعَ اللّهفةِ الأول على شفتي
و سِترَ الموعدِ المفقود ,
يمزّقُ تحتَ سقفِ الليلِ صحارى من ليالي البُعد
يسدُّ عليَّ بابَ الوحدةِ الموصود
فألقاكَ و تلقاني
و ما غادرتُ أسراري
و لا فارقتَ ذاكرتك
و نتذكّر ...
لهفةَ العشاقَ مصابيحَ السّماء
تقاومُ سطوةَ الرّماد , تنثرُ الضّوءَ بينَ أشباحِ السّحاب
و جدولٌ ينسجُ من أوردةِ الحنينِ
شراعَ سفينةٍ زرقاء
تحرّكها زفراتُ الرّغبةِ الحرّى
و ترسو على جبينِ البعدِ لو سِرّا
فيُصبحُ صوتُ خافقهم ,
ناقوسَ الحبِّ الّذي يأتي
يعرّي رغبةَ الموتِ و يقتلُ خوفَهُ الاعمى !
و من وحيِ هذهِ القصيدة , كانَت عصفورةٌ صغيرة ,
نبتَ على جناحيها غصنُ ليمون ,
أهداها حرفينِ و أغنية , و كانت هذهِ الورقة !
شُكراً أكرم .