منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ ردودكم ورودكم ] :
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2008, 05:06 PM   #63
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

افتراضي


.

.

.




ي الله
يا أستاذي .. ي الله
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الشقصي مشاهدة المشاركة



\

يا غيث؟
أكتب لك وأنا العاطل عن النوم ما يزيد عن 28 ساعة، وعادةً ما أنسحب عن الكلام إن بلغ بيَ تعب الصوت حدّ الكفاف، ووصلت ساعة الصمت ذروتها عند حدّ انحسار الجسد معها داخل دهليز الهرب.. ولكنني واثق بأن خروج صوتي عن دهاليز الموت والعياء والإعياء لأجل الرد عليك، كفيل بأن يدوّن ذاتيَ الأخيرة اسماً في أول القائمة أمام صفوف الدعاء المستجاب.. يحدث ذلك حين خاطب الغلابة رب يسوعٍ بالعيد وبالثياب، يوم أن مزق العمر نهج الابتسام عنهم.. طيلة مكوثه على وجه الخليقة، وأنت من كان لكل ما حدث هنا: لغة التوبة!
:
يا غيث؟
إن لم تكتب.. وإن لم تتحرش بجمودنا وأنت وحدك حامل هذا الزنبركـ القادر على هز ناطحات السحب؛ تلك الناطحات المملوكة باسم الوليد والمختار والمجيد.. فأنت لست بشاعر!
:
يا غيث؟
لا تخف.. أو: لا أخفُ أنا/ لأن الشمس تعلم
والفقير أعلم
والخبز يعلم
والسنابل والحمام والياسمين أعلم
وكل شيء يمس بالقرابة عرق الماء.. يعلم:

أن غيث الحربي بخيل جداً، لدرجة أنه لا يتحدث كثيراً، إلا أن حان موعد الشعر.. فقط.
:

هل تصدق يا غيث.. أن سرباً من الذاكرة الشعرية الأصيلة قد مرّ للتوّ بجانبي، ما دعاني فوجَه السيّار للضحك؛ ساخراً أنا منه بأعلى حنجرة الموت، فتوقف السرب فجأة، وعاد أدراجه إليّ سائلاً متسائلاً عن كنهي وعن سبب سخريتي الباسمة، فأجبته بصوتٍ ضاحكٍ يحمل الاستهتار هذه المرة.. فأجبته:
دعوني وشأني، إني أقرأ غيث الحربي، اقرأه وأتهجد بألمه حين يعرّي إنسانية العيد الموشوم بالمال وبالثوب الحرير فوق أمتانكم.. وأضحك أكثر.. حين يصل منجل القصيدة بين يديه حدّ تفجير الأنا الخادعة في دواخلكم، معلناً بصوته الحق الأوحد.. أن الشعر هو العيد/ والشعر وحده (ريال) و (درهم) الأطفال.. يوم أن أشار به شاعر حقيقي إلى ربوية الذات في المرء المقتدر/ كونه (أي المال) من يشتري العطر، والثوب، والكفن!!.. ولكنهم/ ولكنه لا يشتري القصيدة التي في حبال الموت تعيش رخاءها، كما يشتري الشعر الفقراء في أمل ارتقائه/ فها هو اليوم يبتاع جرحك السلطان.. يا غيث.. ويفشل/ فيعود هذا السلطان ليشتريه!
/

إن لم تكتب.. سنذهب نحن صوْب فناء الذات.. يا غيث!


\



.

.

.

 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل