أتيتَ بسؤالينِ تلبّسا صوتَكَ و ارتديا وجهَ الغيابِ و تواريا خلفَ ظهرِ الاجاباتِ المتكاثرةِ و اتّبعا أثرَ المجيءِ بمطرٍ واحدٍ دونَ أن يبتلّا ..
هكذا أنت , تأتي فتهبنا الماءَ كلَّ مرّة , و أجدني أجمعُ كفيَّ لألتقطَ ذاكَ المُنسكبَ من الشّعرِ في نثرك , تلكَ " الكافُ " التي تُحمّلها تَشَبُّهَ الأشياءِ بصوتكَ , بحدقةِ رؤيتكَ للاشياء , بغمامةٍ تجاهدُ البرقَ لئلّا تدمع !
و تتحدّثُ عن المرّاتِ الأولى و كأنَّ الحياةَ ما اغتصبت مرّاتنا الأولى و منحتنا في كلِّ شيءٍ مرّةً أخيرة , مرّةً تجعلنا نتذوّقُ اللّقاءَ كـَ آخرَ مرّة و نعتنقُ الغيابِ لـِ آخر مرّة , و الفرقُ بينهما عصا صغيرة تتحوّلُ إلى أفعى تلتفُّ على عُنقِ الفرح .
ها أنتَ هُنا تعودُ لتلملمَ اللّغةَ على مائدةِ العشقِ و الرّحيل , و تُعطيها حنجرتَك و بعضاً من نبضكَ , و الكثيرَ الكثيرَ من أيدي الغياب ,
ثمَّ تصنعُ نصّاً , يدفعُ بالقلمِ نحوَ دفترهِ الصّغيرِ الاوّل ليسجّل ساعة ارتباكَهُ و يمسحَ الغُبارَ عن مقاعدِ الذّاكرةِ ثمّ ..
يرحل !
:
مدهشٌ يا مروان , مدهشٌ و مُربك !