منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وَلْدَنَة [ غِنَاءٌ لِـ : الرَّيح ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2008, 01:31 AM   #1
أحمد الحربي
( كاتب )

الصورة الرمزية أحمد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 365

أحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وَلْدَنَة [ غِنَاءٌ لِـ : الرَّيح ]



وكن السهر دربٍ عليه بتجيني ![1]

إِنَّهُ الْلـَيْـلُ مَرَّةً أُخْرَىَ , السَاعَةُ الْمَرْكُوْنَةُ عَلَى الْجِدَارِ تُشَيْرُ إِلىَ تَمَامِ الْحُزْنِ بَعْدَ مُنْتَصَفِ الْأَرَقِ , عَالِقٌ أَنَا بَيْنَ فَوْضَى رُوْحَي وَ فَوْضَى مَاحَوْلَي ..
وَ مُحَاصَرٌ أَنَا بَيْنَ وِحْدَتَي , وَ ذَاكِرَةٍ صَدِئَة , وَ حَبَيْبَةٍ غَائَبِة , ثَمَّةُ أُغْنَيْة تَأَتَي مِنْ أقْصَى الرُّوْح :
أيَّوووه قلبي عليك إلتاع
ـــــــ مايحتمل غيبتك ليلة [2]


أُحَاوِلُ الْخُروْجَ مِنْ الْغُرْفَةِ الْمَلَيْئَةِ بِ بِضْعِ جَرَائِدَ - مَرَّتْ عَلَى آخرهَا سَنَةٌ وَ رُبَّمَا أكْثَر - وَعُلَبِ أدْوَيَة , أَتَجَاوَزُ الطَاوِلةَ , مِنْفَضَّةُ السَجَائِرِ فَوقَهَا تَصْرَخُ : كَفى لَقد اِمْتَلأت , عَلَى طَرَفِ الطَاوِلةِ الْأيْمَن زُجَاجَةُ سِڤن أپ فَارِغَة يَسْتَرَيْحُ غِطَاؤهَا بِجِوَارِهَا , ثَمَةُ قصَاصَة صَفْرَاء مُرَّبَعَة تَمَامًا , يَبْدَو عَلَيْهَا كِتَابَة , أَلْتَقِطُهَا بِخَدْرٍ .. كُتِبَ عَلَى أَحَدِ وَجْهَيْهَا :
وَيْلٌ لِعَقْلٍ تَمْـلـئين قَلْبَ صَاحِبه : (
وَأَتَسَاءَلُ كَيْف لَكِ كُلُّ هَذَا , أَتَحَسَّسُ الْوَرَقَةَ , أُفَكِّرُ , أُحَاوِلُ تَمْزَّيَقَهَا , وَ قَبْلَ أَنْ أُمَزِّقَهَا أُفَـاجَـأ بِ وَجْهِهَا الْآخَر :
النعيم لقلبٍ تَـحْـتَلين عَقْل صَاحِبه : )
وَ أتَرَاجَعُ عَنْ فِكْرَتَي ..

أتَجَاوَزُ الْبَابَ الْخَارِجَي ,
غِيَابُكِ مُفْرِطٌ فِي بَشَاعَتِهِ , مُفْرِطٌ فِي سُوْءِهِ , مُفْرِطٌ فِي سَودَاوَيَّتِهِ الْتَّي كَسَا بِهَا مَلاَمِحي الْمُهْتَرِئَةِ وَ الضَائِعُ أَكْثَرُهَا بَعْدَكِ .. وَ مُفْرِطٌ أنَا فِي سَهْري, مُفْرِطٌ أنا فِي رَغْبَتي بِكِ , مُفْرِطٌ أَنَا فِي حُزْنِي عَلَيْكِ , مُفْرِطٌ أَنَا فِي شَوْقِي إِليَْكِ !

أَرْكَبُ سَيارتَي, وَ أَذْهَبُ فَي حُزْنِي بَعيْدًا , وَ قَبْلَ أنْ تَتَحَرَّكُ , أُشْعِلُ سَيْجَارتي ..
لِمَا عَلَيَّ أنْ أسْهر وَحْدَي وَ أَبْكَي وَحْدَي مَعْ صَوْتِ نَجَاة وَ هِيَ تُغَنَّي :
[ عيون القلب ] لِمَا عَلَيَّ ذَلِكَ وَ أَنْتِ مَنْ وَرَّطَنَي فِي سَمَاعِهَا , أَتَذَكُرَينَ عِنْدَمَا اِسْتَيْقَظَتُ لَيْلَةً عَلَى رَنَيْنِ هَاتِفِي , لـِ أَجِدَكِ تَهْمِسَينَ بِبُكَاءِكِ : اِسْمَع ,
وَ يَأتَي صُوْتُهَا :
عيون القلب سهراانه
لانا صاحيه ولا نايمه مبقدرشي
يبااات الليل , يبااات سهران على رمشي
وانا رمشي مـ داءِ النوم

كُنْتُ مَريضًا يَوْمَهَا وَلمْ أُخْبِرْكِ , أعْوَدُ لِـ أزْفِرَ دخانَ سِيْجَارَتي , وَ أشْعُرُني أَزْفِرُ صَدْرَي بِرِفْقَتِه:
وهوَّ عيونو تشبع نوم
وَ تَأخُذُنَي ذَاكرتي الْتَّي لمْ يَصْدَأ جُزءُكِ الَّذَي حَجْزتِ فِيهِ إِقَامَةً جَبْرَيَّة , إلينَا ذَاتَ سَهْر عِنْدَمَا هَمَسَتُ :
والليل شاعـرٍ ناحل الجسم واِدْقاق [3]
وَ تَضَعَين أصَابِعَكِ عَلى شَفَتَّي , وَ تَلْتَقِطينَ لِسَانَي وَ تُكْمَلي :
ـــــ والليْل بنتٍ تسكنْ النجم طرقا [4]
وَ تُشَيْرينَ نَحْوْ نَجْمَةٍ بَعَيْدَة قَائِلَةً : تِلْكَ أنَا , وَ تَبْتَسمين !

يَنْتَهَي الْمَشَهْدُ , وَ أعوْد لِـ نَجاة وَ هِيَ تَشْنَقُني بِ:
تقوليّ كلام , وافرح بيه
ــ أنا افرح بيه
اسيب النوم , وافكر فيك
ــ انا افكّر فيك
وانت تروح وتمشي , وانا أسهر مانمشي
ياللي مبتسهرشي
ليله
ياحبيبي


تُمْعنُ نَجاة فَي شَنْقي بِصوْتِهَا , وَأتمَادى أنَا مَعَ ذاكرتي :
أسَألُكِ بَعْدَ غَيابِكِ الأشبهُ بِ جَحيم عِنْدَمَا بَقيتُ ثلاثَةَ أيَامٍ دَوْنَ صَوْتك :
حبيبتي ليش أفتقدكْ إلى هالدرجة , واشتاقلك كذاااااااا ؟
تُجيبينَنَي مُبْتَسِمَةً : لإن ربي ياخذ اللي بصدري , ويحطّه في صدرك
وَتَبْقَى كَلِمَاتُكِ عَالِقَةً فَي الْمَسَافَةِ بَيْنَنَا , وَ ابْتِسَامَتُكِ كَمَا هِيَ !
أعْوَدُ لِـ نِجَاة , لِما عليَّ أنْ أردَّد مع حُزْنهَا وأتَرَّجى :
رووح يانوم
ــ من عين حبيبي روْح يانوم! [5]


أتَرَّجَلُ مِنْ سَيَّارتي , وَ أُمْشَي عَلى تِلْكَ الْأَرْصِفَةِ التَّي لا تَمل مِنْ لَثْمِ قَدميَّ .
وَحْدَهُ لَيْلي صلْصَالٌ أنْتِ مَنْ يُشَكِّلُهُ عَلَى هَيَئَاتٍ عِدْة كَمَا يَشَاءُ خَيْالُكِ , وَحْدَهُ لَيْلي عَبْدٌ أَسَوْدٌ وَ أنْتِ سَيَّدَته يَنْتَظِرُكِ أنْ تَهَبَيْهِ حُرَّيَتَه , وَحْدَهُ لَيْلي [ هَامور أسهم ] يَنْتَظِرُكِ نُقْطَةَ شِرَاءٍ لِيَضْرِبَ ضَرْبَتَهُ فِي السَّوْقِ , وَحْدَهُ لَيْلي رَأس يَاسِر الْقَحْطَاني فِي الدَقَائقَ الْأَخيرة مُتَأهِبًا أَمَامَ الْمَرْمَى يَنْتَظِرُكِ كُرَةً عَرْضَيَّة لِـيُدْخِلَكِ هَدَفَ الْفَوْزِ فِي مُبَارَاةٍ نِهَائيَّة ..!

أتَجَاوزُ الْمَقْهَى فِي الْحَي الْمُجَاوِر , أغَنَّي بِ صَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَمُتَهَدِّج :
آخر الليلِ نـااح وأوله ماسـرا
ــــ امتلا الكون صمت وضج :صوت السكون
طاحت ألفين ورده بالفـؤاد وطرا

الْمَارَّةُ يَلْتَفِتُونَ إليّ , أحْدُهُم يُحَدِقُ بِي بِشِدَّة , وأخْفِضُ صَوْتي !
ــــ طاري اللي وحشني لين حد الجنون [6]

مُتْعِبٌ هُوَ الْلَيْلُ بِدُوْنِكِ , مُؤْرِّقٌ هُوَ الْقَلقُ بَعْدَكِ , مُوْرِقٌ هُوَ الْحُزْنُ بِسَبَبِكِ , مُوْجِعٌ الْحُبُّ حَينَ يَكوَن لَكِ ..

و لاودي أقطع درب لاماك ب رقاد [1]

الصَبَاحُ اِقْتَرَب , وَ أنَا انْتَظررررُكِ


...:
[1] لِـ : الْبَدْر بن عبد الْمحسن
[2] أُغنية لـِ :محمّد عبدُه
[3],[4] لِـ : معوّض العطوي
[5] أُغنية لـ : نجاة الصغيرة
[6] لـِ : خالد الردّادي


 

التوقيع





..., يَاربَّ فَاطِمَة.

أحمد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس