قيل لي : لم لا تكثر من الكتابة ؟
قلت : لأني لا أحب أن أقاسم النساء حب [ الثرثرة ] ..
قيل لي : و ما حضورك إذن ؟
قلت : نوعٌ من الصمت / و القراءة و حسن الأدب ...
قيل لي : يبدو أنك شيخٌ كبير ضعيف النظر ثقيل الخطى ...
قلت : خذ عني هذه الأبيات [ للدماميني ] في مسميات مراحل الإنسان فهي بديعة رائعة و اقطع دابر إشاعتك المغرضة :
[poem="font="simplified arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أصح صفات الآدمي و ضبطها = لتلقط دُراً تقتنيه بديعا
جنينٌ إذا ما كان في بطن أمه =و من بعدُ يدعى بالصبيّ رضيعا
فإن فطموه فالغلام لسبعةٍ = كذا يافعاً للعشر قله مطيعا
إلى خمس عشر بالحزور فسمّهِ = لتحسن فيما تجتنيه صنيعا
كذاك إلى خمسٍ وعشرين حجةً =فتىً قد دعاه الفاضلون بديعا
صُمُلاًّ لحدِّ الأربعين و بعده =بكهل لدى الخمسين فارعَ سميعا
و شيخاً إلى حدِّ الثمانين فارعه = بها ثم هِمّاً للممات رجيعا [/poem]
فأنا فارقت اسم [ الفتى ] منذ ثلاثة أعوام و فارقت [ الحزور ] منذ ثلاثة عشر عاماً و فارقت [ اليافع ] منذ ثمانية عشر عاماً وفارقت [ الغلام ] منذ واحدٍ و عشرين عاماً
فهل أنا [ شيخٌ ] قصير النظر ثقيل الخطى ؟!!
قيل لي : لم أنت رصين الحضور ثقيله لا [ تضحك ] أبداً ؟؟
قلت : لأني أحترم أماكن [ الأدب المقدسة ] و أعلم أنني في بقعة أدبية [ مكدسة ] بأهل الذوق و اللباقة و الاحترام و العلم و الأدب ...