ـ تفضلي هُنا .ستأتي خِلالـ ثوانٍ.
ـ شُكراً.
طبعاً ..البُكاء سِمة الأغبياء. رُبما لم أقتنع بذلك لكني قُلتهُ لـ نفسي وَ ..لاشيء
تلكَ المجنونة نجحت في مساعيها،
جَلبة في الخارج وَ صوت سقوط ..نهضتُ واقفة بعد أن أرعبني ذلك..!!
دَخَلَتْ مُرتبكة .
هههههههههههههههههههههههههه ضحكتُ على منظرها حينَ دخلتْ خَجِلة .
هيَ هيَ...لن تتغير.
غَضِبَتْ مِنّي..لكنها تحاملت على نفسها..لأنّي في منزلها أظُن.
قالت :أهلاً بكِ ..سررتُ عندما علمت بزيارتك.
ـ أشكرك.
ـ نظرت إلي بـ قَلق.ثم اصطنعت ابتسامة .وكأنها تحثني على تشجيعها عليها
_على الإبتسامة أعني_
لـ تُتيح لها فُرصة الاتساع أكثر_ أيضاً الإبتسامة أعني_.
لكني سكتّ.!
ـ قلّبَت طَرَفَ كُمِها الكتّان ذا اللون البُني الداكن وَ أخَذَتْ تبرم شرائطهُ البيضاء
بإصبعها السبابة ثمَّ تَشُدّهُ قليلاً.أعادت هندمتْ مظهرها ..وكأنها تذكرت أنها لمْ تفعل ذلك.
كُنت أُتابعها فقط.
ـ حسناً ...ماهي قهوتك. قالت ذلك وَ وَقفتْ.
ـ بدون سُكر.
تراجَعتْ قليلاً ثُمَّ استدارت.
حين خَرَجَت ..عاتبتُ نفسي كثيراً لأني جئتُ إلى هُنا.! أكره أن أُرغِم أحد
على مُجاملتي...أكَره ذلك وأتمنى لو تبخرت كـ ماءٍ .. في تلك اللحظات.
.
عادَتْ.
جَلَسَتْ.
تنحنحت قليلاً..
لم يكن الوضع جيداً في المرة السابقة أظن..؟
ـ قالت ذلك بعد أن جَعَلَتْ كلمة (أظن) تهوي إلى مَسمَعي بـ عُنْفْ.
ربما لم تَعني ذلك..أنا شَعرتُ بـ ذلك..
فقط أنا.!حتى .. عَطفْتُ على هذه الـ(أظن) حين هَوَتْ هكذا دونَ ذنبٍ اقترفتهـ.
لاأدري لماذا أتكلم كثيراً بيني و بيني وحينَ تأتي التساؤلات مُتتابعة
كـ صغيراتٍ يَرقُصنَ في حفلٍ صاخب..لا اجد أي حروفٍ تُسعفُني.
قلت حينَ شعرتُ بالـ (أظن) تتوسل إلي بأن أُجيب حتى أُنقذها من الهوّه
التي قُذِفَت فيها.
: رُبما..لكني أتيتُ لسببٍ آخر.
جاءت السيدة التي فتحت لي الباب ، بالقهوة .
فانشغلَت هيَ .
قَدّمَتْ لي فنجاني وَ نَظَرَتْ إليّ .
عندها أُحرجت أنا وقرّبت فنجاني من فَمي حتى شعرتُ بـ حرارتهـ على وَجهي.
تظاهرتُ بالشرب بينما لم يصلـ إلى فَمي لدرجة أن أستطيع ارتشاف شيءٍ منه.
ثُم وضعتهـُ على الطاولة وأخذتُ نفساً عميقااااااا.
قُلتُ لها:
هل يتوجب عليّ في كُل مرة أن أُخبركم جميعاً أني أتصرف تلقائياً
وإن أستُفزيت من قِبل أحد فـ لن أعود إلى طبيعتي بـ سرعة.؟!
هل يتوجب علي أن أتلو سبباً لأي شيء أفعلهُ في كُل مرة..!
كيف أُثبت لكم أن لي عالمي الخاص ،أن روحي تسبح في مكانٍ آخر.
أني لا أراكم وأنا بينكم ،أني أُحدّث نفسي كثيراً وأنا معكم.!
لاااا أعنيكم... لماذا أتعرض لإزعاجكم هكذا.؟
هل يجب أن أرسم في كُل مرة قلوباً كبيرة لـ تأمنوا جانبي،
هل في شَخصي شَك.!
تذكرتُ عبارتي التي قَفَزَتْ إلى مخيلتي ساعةَ دخلت إلى منزلها..
تلك التي تقول:
البكاء سمةُ الأغبياء.
ورفعتُ فنجاني وأنا في إوّج توتري..ثم أعدتهـُ إلى الطاولة
وَ بكيتْ. !
.
كُنت بـ رَفعي له أحاول أن أظهرطبيعية لكن ولأني لستُ كذلك..لم أُفلح
بـ حبكة هذا المشهد.
أكره بُكاءي ..دائماً يأتي في وقتٍ غير مُناسب.
.
.
.
.
.
هدأتْ.
و أيضاً رفعتُ فنجاني.!
تصرفاتي مُضحكة ،وَ هجومي أيضاً .لكني أفعل شعوري في لحظتهـ.!
قالت لي:
وَ هل يحكم الناس على الناس إلا بـ ظاهر أفعالهم.؟
ـ لاشيء أُفكر به الآن إلا أن أجعل شعرها يُكمِل ماتبقى من قهوتي.
ابتسمتُ ابتسامة جانبية تبدّى فيها الكثير من الامتعاض.
نهضْت .
ـ شُكراً لكِ على حُسن استقبالي.
وأكملتُ ماتبقى من حديث ..(في خاطري فقط) أي بيني و بيني .كالعادة.!
وَ يال ِـهذه العادة كم تتكرر..
وَ يا لــِ خاطري كم يُكسر .!
.
نَهَضَتْ بسرعة وَ وضَعَت يدها على كَتفي ..قالت :
لا لا لن تَذهبي .ابقي أرجوكِ.
ـــــ أشكركِ..
ابتلعتُ الكاف..لأني اكره أن لا يُقدّر شعوري،هكذا.
أكره ذلك كثيراً.
.
.
وَ خَرَجتُ ..
لا ألوي على شيء.!
.
قُصاصة من قصة كتبتها وانا في السابعة والخمسين من عُمري..
.