اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي
:
[ عودة ]
تذكرتُ نقاشاً دار بيني وبين أحد الشعراء فأحببتُ
أنْ أذكره هنا لأنّ محوره بيتٌ للشاعر فهد المساعد
وهو :
قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب
واتفقنا على أنّ فكرة البيت مدهشةٌ للغاية لكنّ الشاعر
لم يوفق في إيصالها باللفظ المناسب لها .
الألفة لا تقع بين " الغريب " والمدينة ، بل بين ساكن المدينة
ومن عاش بها إلى درجة الألفة وكأنها تسأل عن غيابه
وهي - أي المدينة - لا تنتظر " غرباءها " بل تنتظر سكّانها
الذين نشأت بينها وبينهم تلك الألفة .
لا يمكن للمدينة أنْ تتمنى " رجعة غريب " لأنّه غريبٌ عنها
أصلاً ولم يحدث بينهما من الألفة والسُكنى ما يدعوها لذلك الرجوع
ومَن قال بأنّها مدينة الغريب التي سكنها ، سأحيله إلى الشطر الأول
من البيت إذ هناك ما يدلّ على أنّه لا يعرف المدينة وإلا ما وردت كلمة
" ضيّع " لأنّ الألفة إنْ حدثت بين غريبٍ ومدينةٍ ما - مع استحالتها - إلاّ
أنّ في " ضيع " دليلٌ على أنّه لا يعرفها من الأساس .
كنّا قد خرجنا بنقاشنا ذلك إلى أنّ الشاعر لو استبدل كلمة " رجعة "
بـ " جيّة " لاستقامت الصورة على أكمل وجه ليكون البيت :
قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر جيّة غريب
:
أحببتُ أنّ أضع هذا النقاش الذي دار بيننا
لأقرأ وجهة نظر من قرأ لأنّ ما قُرئ وجهةُ نظرٍ قابلةٌ للخطأ والصواب .
|
الكريم قايد الحربي
يبدو أن هذا الأبيات سارعت بموت الشاعر شعريا
والسبب ...... إما هو
أو نحن الذين طرنا به فرحا