
،
الحلقة الثالثة من الضياع..
،
غُربة تنتشلني من بينهم..
يطوفون بذلك الحيّ، وطفل يقذف بهمّة على لعبة كانت..
آخَرَ هناك يحدّق في تجاعيد امّة..
وآخر يبكي بلا اي شيء..
كُنت هناك اجوب المنفى وانا اسأل الممرات:
انا، هل اُشبهني حقاً..؟
كنت مكفناً بـ لون السراب، والنعش يهتف لي بصوتٍ خافت..
اشتقتك جداً يامِعجب، تعال لـ نرحل عنهم..
الآن تعال..
فـ امضي نحوة، وتكون صرختها عليّ مُبهمة الجنون:
مِعجججججب..
لنرحل الآن، فـ أرحل برفقة ذكرى الموت قبل ان يوشحني الكفن بذكراهـ..
،
سلكت ابعد مدى يأخذني للحُزن كي التقية..
يقتلني او اقتلة، يهشمنّي او يستعمرني فـ ارضخ لجبروتة مهما كانت اسوار القدر..
كنت اقترب جداً، ويبتعد جداً..
كلما عجلّت خُطاي وجدت خُطاة تهرول بـ سرعتي..
جفّت الوان الحياة، وانسكب بين اضلعي ورأسي دمعاً أنهك ذاتي..
بدأت اضع كفيّ لـ اتأكد من نبضاتي..
هل زالت، ام انها لازالت ترتجف..؟
سقطت على ركبتيّ وكان النوح سيّد الصمت..
رغم الوحدة، رغم الموت، رغم الألم، صرخت بأعلى صوتي..
(مِعجــــــــــب.. انت الضياع)
اشعلت السماء فتيل الأنين وانهمرت..
كانت تطوف من ُهناك، تتسلل إلى خُطاها تمتمات الجنون..
جففت دمعتي بـ أنامل كفّها..
ومضت قبل ان تُخبرني بأنها (لميس) أوجاعي الثُكلى..
آه يالميس.،
،