
بخصوص استخدام تلك الرموز بالفنّ وخصوصا ابّان عصر النهضة, فذلك صحيح إذ ان أغلب الرسّامين كانوا من المتنوّرين والذين كانت تنبذهم الكنيسة المتشدّدة, كان الرسّام يبوح بمعتقداته بتلك الرموز أمام الملأ خوفا من الكنيسة - حتّى شكل المسيح على الصليب كان يختلف كثيرا من فنّان لفنّان مما يعكس شعورا متباينا لكلّ فنّان اتّجاه الحدث وكانواخاصة الرسّامين البروتستانت-بسبب مساحة الحريّة التي كانت تُعطى لهم,وبالاخصّ الهولنديين والبلجيكيين أكثر المتنوّرين, ولنأخذ مثالا على ذلك بروغل الذي امتلأت لوحاته بالأساطير والمعتقدات الدفينة القديمة وكذلك كان هنالك الرسّام بوش الذي رسم مناظر لم يكُن في إمكان أي رسّام ايطاليّ القيام برسمها!,وغزت الرموز من جديد العالم الفنّي بعودة الكلاسيكيّة عن طريق الرسّام الفرنسي جاك لويس دافيدز الذي اخذ المباني الرومانيّة القديمة وأساطيرها رمزا للوحاته, وكان بالجانب الاسبانيّ الرسّام العظيم فرانسيسكو غويا الذي كان ينتقد النبلاء بشكلٍ لاذع عن طريق رموزٍ معيّنة وأشكالٍ تقريبيّة وهو في عقر دارهم وينعم في قصورهم! - فمن هذه المعلومات التي تؤكّد المساحة الكبييرة للحريّة التي يؤمنّها الرسم بالإمكان أن ندرك مدى تداخل الرموز الدينيّة المناهضة في عالم اللوحات , ومثالا على ذلك الكثير من النقّاد يقولون بان لوحة "رعاة اركاديا" للرسّام الفرنسي بواسون المقيم في ايطاليا بالقرن السابع عشر لم تكن إلا رسالة مرسلة بشكل سرّي الى رئيس وزراء فرنسا ذلك الوقت والمعجب بلوحات بواسون نفسه !
وعلى ماعتقد بأن هنالك علمٌ مستقلّ يأخذ على عاتقه دراسة أصل الرموز وأسباب اتّخاذها من قبل الشعوب
..تحيّاتي
*لوحة:ساتورن للرسّام غويا والكثير يعتقد بانّه كان يقصد الطبقة الحاكمة التي كانت تلتهم من فقر المواطن الاسبانيّ