لأوّلِّ مرّةٍ يكبّلني الصّمتُ و تسدُّ الدّهشةُ حنجرتي لأجدني هنا أتلّمسُّ طريقي ككهلٍ جاوزَ الموتَ بموتينِ او أقلّ ..
أجدني أقاومُ اللّا بكاءَ و كأنّني طفلٌ يدّعي الرّجولة و على وجههِ مسافةٌ كبيرةٌ من الأحلامِ الصّغيرة ..
كأنّني حمامةٌ بجناحٍ مكسورٍ و آخرَ حوّلته يدُ الفقدِ إلى ريشاتٍ لكتابةِ الوجعِ , تنغمسُ كلَّ مساءٍ بحبرِ القلبِ و تخرجَ سليمةَ الشّكلِ , معتلّةَ الرّوح ..
لكأنّني هُنا ضلعُ شجرةٍ مكسور , يرمّمُّ بأوراقهِ العاقة بقايا دمعِ غيمةٍ سقطَت عمداً على كتفِ الأرضِ و ما نهضَت بعدها ..
ما هذا بربّكَ يا مروان ؟
ما هذه الدّهشة الّتي ارتكبتها هُنا , حرفكَ هُنا حرفة , و لغتكَ قويّةٌ و نافذة , و بلاغةُ تعبيركَ غايةٌ في الاتقان ..
سأبقى هُنا يا مروان , سأبقى هنا كثيراً ..