اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الشقصي
\
وصية:
علقوا هذا النص في أي مدخل يؤدي لأعماق التيه، فبهِ تستدل القوافل لبلدانها المطمورة تحت التراب، ومنه يخرج الغرباء بالحقيبة.. صوب الوطن الأول. علقوا هذا النص على نحر القمر، تعرفون لماذا غنى الماغوط حزنه هناك، وتعرفون أن للحزن وجه آخر، هو بهجة الفجيعة.
/
بندر:
كتبت رداً قبل هذا ولكنه هرب مني كما تهرب الطيور مذعورة من طلقة بندقية/ هرب لأنني بدائي صرف في التعامل مع هذا الكائن الكيبوردي المتحضر جداً أمام آخر بقايا فلاحي القمح.. أنا..!
بندر:
هذه الثلاثين القاحلة/ الحزينة/ الموشحة بالألم.. ما هي إلا عمراً من الورد والسنابل والفراشات، إنها رجعة الذاكرة صوب أفلاجي القديمة، جهة تيتبان الحقل في الغبش باكراً، جهة ركض (أولاد حارتنا) البسطاء فوق غبار الظهيرة/ كل هذه الذاكرة جميلة أنيقة، ولكنها كلساننا المحروم من حاسة تذوق السكر حين نستدرجها من الذاكرة إلى ثلاثيننا المشحونة انكساراً.. ويتماً.
بندر:
نص كهذا.. سأشهره نبوءة وتميمة أمام من قالوا بأن التسطيح والتقشير هو السهل المنيع، نصك هذا يا بندر.. هو البسيط العظيم، هو مكنسة الوجوه الزائفة التي ادعت بالشعر القشري شعراً منيعاً، سأواجه به كل مني يدعي عكس وجهة نظري الصغيرة هذه، سأعارك به كل الطواحين الطويلة كالدونكيشوت الأخير.
بندر:
لا تلمني يا سيدي على عدم تواجدي هنا منذ البداية، فأنا رجل صغير النظر، قصير النفس، عديم التأمل!.. ولكنني وجدت داخل هذا النص وطناً بلا مواقيت وروتين للقدر وللحظ، وجدتني أناظر ثلاثينك الحزينة وكأنها مشعل الفوانيس والمواقد داخل أكواخ القطب الشمالي، وجدتها تيتباناً يوقظ أوراق الورد في القرى والنخيل، وجدتها حزناً يغني ويسمن مختلف الأعياد المزيفة فوق بياض ثيابنا الفضفاضة.. حين نفتح بكذبة بياضها باب الأعياد.
بندر:
نصك هذا.. هو مكبر الصوت الذي سيمر من جوفه صمتنا الطويل، هو الطريق الذي يعبر بنا إلى أرض الشعر، وما الشعر إلا كما يقول مشعل دهيم:
(بدوٍ تنتظر).. ليأتي موعدهم مع مطر الحقيقة، وينبت تحت وقع منيئها الطاهر مولوداً جديداً.. كما سقطت أعين الأسطورة على ذيل الطاووس، وبتنا نصدق ما سقط رغم أنه لم يحدث!!
بندر:
ما أعنيه في السطر الأخير نهاية الفقرة السابقة.. أنك مطر الواقع الذي يجب أن نتعامل معه كأسطورةٍ حقة.. فقط: عليك أن تهبنا هذا الشعر مجددا.. تهبنا الحياة باكراً.. تهبنا الصباحات من قلب عصفور، فقد مللنا القراءة في وحل التباكي وماء الخديعة لأكثر من عقدين تقريبا.
بندر:
أحب هذا النص كثيراً.. أحبه لأنني بسيط مثل ثلاثينك الحزينة/ المبهجة يا سيدي
/
|
بالله عليك ماذا عساني أقول ياجمال ؟!!!
مابين قناعتي بأنني أقل بكثير مما كتبتَ هنا .. وبين سعادتي الغامرة بهكذا رأي غاية في الجمال .. من قلمٍ وإن كانت أول قراءتي له هنا _ وهو يقرأني
- .. وإن قال عن نفسه أنه آخر فلاحي القمح .. الا أنني أجزم أن الكيبورد يكاد يرتجف كما تفعل يدي الآن أمام جميل مايكتب .. مابين هذه وتلك سأكتفي بالإحتفال مؤقتا .. إحتفالا ربما يكون هروبا بسبب عدم قدرتي على الرد ..
سأعود ياجمال ... لكني أخشى أن يمنعني من الكلام أحدهما .. إما عدم القدرة على الإرتقاء الى قامة حرفك .. أو كمية الثقة التي ربما لامست سقف الغرور ..
الى ذلك الحين .. أقول لك .. سامحك الله ياجمال ..