منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - تأبين
الموضوع: تأبين
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2008, 08:50 AM   #6
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 460

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نعم , أقفُ وحيدةً ها هنا أشاركُ الجرحَ في تأبينِ ضعفٍ قاتلٍ خلّفتهُ الذّاكرةُ على أكمامِ الوجع , أرقبُ يدانِ نبتتا من طينِ الرّحيل و أغنيةً تجمّدت على شفاهِ طفلةٍ معصوبةِ العينين و تكسّرت خلف أذني قبرِ والدها الطّيب ..

أقفُ وحيدةً اتلمّسُ أناملَ الأمنية , و تأخذني هذهِ القصيدة عميقاً عميقاً عميقاً حدّ غرقِ الضّوءِ و استحالةِ الرّؤية و انفتاحِ بصيرةِ القلب , يأخذني هذا الشّعرُ حيثُ كنتُ مضغةً لا تسمعُ سوى ضرباتِ قلبٍ ضعيفٍ و أنفاسَ رئةٍ موقوتةٍ بتاريخِ الشّهقةِ الأولى ..

كيفَ يا جمال – بربّكَ - أطلقتَ صرخةَ الدفاترِ الملقاةِ على مناضدِ الذّاكرة و تركتَ لأنفاسنا مهمّةَ ترتيبِ جهاتِ الألمِ الخمسِ في صدورنا , كيفَ أطلقتَ ساقيّ الغيابِ للرّيح و جئتَ تحملُ كفنَ الوقتِ و تمارسُ تأبينَ شتلاتِ السّنديانِ الّتي لم تداعب خصرَ الرّبيعِ إلّا قبلَ فرحينَ و بعضِ ابتسامة ؟

كيفُ تأتي كلَّ مرّةٍ محمّلاً بشعرٍ , ليسَ شعراً فحسب , بل انتماءاً , أو منفىً أو أطرافاً مفقودةً ثكلت العينُ غيابها ثمّ ارتدَ بصرها حسيراً بقميصكَ الّذي يتلو حكاياتِ الطّعناتِ الأخيرة ؟

كيفَ حمَّلتَ هذه القصيدةَ وجعَ جميعِ المهزومينَ في الأرض و ثورتَهم و أرقَهم و انتصاراتهم و خيباتهم و ذاكرتهم و انفعالاتِ الرّعشةِ الأولى في أطرافهم .. ثمّ تقول :

أباعتق يا رماد الأرض / أرضي من رماد الكل !


سأعترف , نصّكَ هذا انتشلَني من رحمِ الغياب , و ملأَ رئتي الصّغيرة برائحةِ الأرضِ بعدَ المَطر , فعدتُ لأرسمَ على كفّكَ عنقَ يمامةٍ و ثغرَ طفلٍ و جناحَ أمنيةٍ و ورقةَ غارٍ حزين !

نصّكَ هذا ملأَ سحاباتِ الرّحيل , بجميعِ دموعِ بحار الأرض , بأكثرِ آهاتِ المحرومينَ المكتومة , بجلِّ أرقِ شجعانِ الأحلامِ المغروسة في طُهرِ القلوبِ المحفوظةِ على رفوفِ الصّدقِ المُغيَّب ..

نصّكَ هذا , خنجرٌ في صدرِ الآلامِ الوهميّة و وردةٌ على صدرِ الآمالِ الّتي , من فرطِ حقيقتها , استحالَت سرابا ..

الأستاذ جمال الشّقصي ,

لا عدمناكَ و لا عدمنا هذا الشّعرَ النّابضَ بنا / بالحياة .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 07-14-2008 الساعة 09:00 AM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس