منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2008, 10:38 PM   #5
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ضمور في جسد الليل ،، يكتنفه هدوء يشاب عند الصمت بأمارات الحزن ،، كماء الشاطئ إذا استكن شف عما في باطنه ،، ويبتسم له الوقت في الخفاء بما يشفق من الجهر ،،
وحق جمالك إن الحياة تمضي كحلم سريع الزوال ،، فكل ما خلا ابتسامتك باطل ،،



كالأرقام تتوقف قيمتها عند مواضعها ،، فإن الظلام لا يحترم إلا من يستهين به ،،
عصور من الخواطر الضوئية تفرض ذاتها في عذوبة فائقة ،،
دوي ضخم في الوجدان ،، وعند تحليله لا أجده شيئا ،، وهذا ما يؤكد طبيعته الأسطورية ،،
عصور تذروها الرياح الرطبة فأضل من شذراتها ،، جن ماجن وجماد لعوب ،، حقائق طيفية وأحلام حقيقية ،، متلقية من الأشياء إشارات وغمزات ،، متشبثة في عناد بأمل يتجدد باسما في غموض ،، يستحوذ على التلاشي ،، فتراءت قوافل الشوق للعين كنجم معشوق يعتلي عرشه لتنضج الرغبة العمياء في الرحلة على لهيب الألم الدامي ،،



انقشع حلم آت فبدت الحقائق مخيفة كابتسامة الجمجمة ،، كشجرة نبتت من بذرة خريفية ،، لو بحث الهم عن مسكن يرتضيه ويوافق ذوقه لما اختار إلا ظلالها ،،
ليل مجند لغرض مجهول ،، في مفترق طرق خاوية عارية غامضة ،، شئ مجوف ،، كأن في باطنه صحراء وعلى أفق وجوده طلاسم لم تبين ،، منقسمة على نفسها ،، فأعلن بعضها الحرب على بعضها الآخر ،،
أردت الهرب من هذه الشرنقة التي كبلتني ،، وتباغتني نافذة بلا مكان ولسان ساخر ،، لا يستطيع الزمن أن يهادننا طويلا ،، لا يغير من فطرته ولا ينساق مع التغيرات الفطرية ،، فما هو الثمن الذي نجهد قلوبنا من أجله ونشمر أثوابنا للجري في سبيله ؟! ،،



أستذكر الذوبان في ضوء الأباجورة المنبعث لأفراح لم تقتلع الوقت تماما ،، محراب جدير بالإيمان ،، فهي الفريدة في تجلي سناها الجامعة لمفترق المفاتن ،، فكل جنون بها ابتداؤه وكل بديع إليها انتهاؤه ،، وهما ً سعيدا ً ينذر بالزوال يطارد شبح البعاد والحزن ،، يفارق البقاء ورزح الكآبة تسبقه ،، هامسا بأصوات لا أميزها وقد امتلأت نفسي بنظرة واحدة ترددت علي كثيرا في أرجاء المحيط الداكن ،، لتترك رغم كل شئ انطباعا بالألفة التي لا تكون إلا للروائح المستقرة في الأعماق منذ قديم ،،
رأيتها معاندة للظلال ،، منتظرة كما يبدو من ملامحها ،، وهبتني ابتسامة تودد ،، فتحصنت بالمأثور رغم الرؤى التي أسكرتني بنشوة متحفزة للمغامرة وطرق أبواب المجهول ،، ووقف الصمت ساهما كأنه أمام الغروب لا حيلولة له دونه ،، واجم في حيرة كأنه يواجه الموت بكل غموضه وما يحمله من جلال ،،
ويأبى علي الليل إلا المضي بما يداعب رياحه وينفذ من طريق الحياة ،، يختطف الشعور الذي أجده قبل أن أحققه ويصل الخاطر قبل أن أستتمه في ذهني ،، لا أجهر بسؤالي ولا أخافت به ،، فإن لفنائه آذانا تسمع النجوى ،، يتغلغل بها في الأعماق ،، من الجبل إلى الحجر ومن البحر إلى القطرة ومن الجنة إلى العشبة ،، عناق هامس في كل موضع ثمين غسلته القبلات ،، حتى لتمر الأشياء في نفسي مرور الطيف خفاقة مضطربة ،، أقتنصها ولو كانت كرات من طين ،، أقتلعها من الجذور طالما هي غضة ،، غضة طرية رغم الانتظار وتتابع أنامل الحنين في عجنها فإنها لم تدخل في فرن الجمود والفتور بعد ،،



حتى فقدت الوزن والتوازن ،، وانغمست في شعور كامل الجدية ،، واستقبلت عالما لم يطرق من قبل ،، سأسبح أو أطير بذلك الضوء الهادئ كدرجة السحر بلا نهاية ،، وبلا نهاية أستسلم لتلك النبرة الناعسة وما ستفضي به الأشواق ،، وما ينفلت من جسد الليل إلى الحقيقة المطلقة ،، كالشجرة الباسقة لا يخفى لها أريج ولا سر ،، ثملة بنشوة وارف الخفقات وجذورها المتأصلة في منابتها ،،




 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس