أنْتِ لَمْ تَجْيئِي بِحْزنكِ ,
الْحُزن : سَحَبْكِ وَ قَلْبك ..وكَاثَرَكِ كَ لْحظَةٍ هَاربةٍ مِنْ عَقَاربِ الْزَمان المُشْيرة نَحْو الْمَنفى ../ كَ لَحْظَةٍ تَنْمُ نَظْرَتها لِلْساعةِ
عَنْ وَطَنٍ مَعْقُوف الْحُدود
أنْتِ لَمْ تَجْيئي بإرَادَتُكِ ,
فَ الْوَجع كَ الْصَباح لا يسْتَأذن الْعُتْمة أبْداً .. وَيبْقى لَوَقْتٍ غَيرَ كَافٍ مِنْ الْمَوتِ ..
أنْتِ لَمْ تَجْيئي بَمْعيَتُكِ ,
الْحُلْم فِيْكِ كَانْ كَ طفْلة بنَظْرةٍ رَحْيّمة تُمْشط ارْصفة الْمَدينة ../تُنادِي بِرَفْرفةٍ : هَل ثمّة دُمْية الْتقيّها بَعدَ أنْ أضَاعَت يَدْي
وهِي تَحْمِلُ سرَّ وَأدْي .. لِتَشرَب الْفُودكا مَعْ الْنَاضِجين ؟!
أنْتِ لَمْ تَجْيئي بِ كَامْلِ صَدْركِ ,
الْحُب كَان يَخَذْل رَئْتكِ ..يقِف بَعْيداً فِي نهاية شَارعٍ مُظلِّم ..وَيتَرُك لأنفاسكِ مُهمّة الْوُصول اليّه ..
فَتَفقْدِين مُرْونَة أضْلاعكِ بِالتْسابق الْيه مَعْكَ ..إذ يَجْدكِ وَتُضَيعيه ,
أنْتِ لَمْ تَجْيئي الْيّ ,
وقدّ جِئْتُكِ وَأطْرافِي تُؤمِن ورَاء شَعْائركِ .. وَالْتَعب فِي جَسدِي ..يُسافرُ نَحْوَ الْقَبْرِ .. وَالْْلحد حَقْيبة فِي يَدْه
جَئْتُكِ وأنا بِكُل مَقْدَمِي .. أُبارِك تِلك الْأرض ..الْتي يَرْبَأ عَلْيها الْحُب ..لِيُصبح بَعْد زَمْنٍ مِنْ الْكُفر ..قشّة سَنابلٍ هشّة يقَذْفها الْطيّر مِنْ عِشته ,
جِئْتُكِ وَملامِحْي تَتَساقَط بَيْن كَفْي كَ مَطْرٍ يُقاوم الْتُراب ..يَرْفع قَدْميه عَنْها .. فَ يَنْقَلب عَلى رَأسْه وهُوَ يَعْضّ لِسانه
جِئْتُكِ وكُلِّي بَعْضٌ تَركَ قَبْلَ فَتْيل ’’ لَمْ يَعدُ لي عين ودَمْي بهذه الْطَريقة ’’ ../ َأغْلَق خَاتَمْة سَوْءته ..وَسَحْب مِنْ تَحتَ أقْدَامي .. خطْوَة الْطُهر مِيل ,
جِئْتُكِ وَ أصَابِعي مُتْرَنحة كَ رُوحٍ تَحْوم حَول ظلِّها ..وتَبْتَسم بِسُخْرية مُصْطَنعةٍ : أصْدِقائِي ياَرُوح قد كَذبوا ,
آهٍ يامَنْال :
سَأزْمل صَوْتِي .. سأزْمل صَوْتِي
إذْ أظْنني وَلْيّت وَجْهِي اليّ مِنْ فَرْطكِ فيّ , وَنَادَيتُنِي ..أتْشَبع مِنْ كَفكِ الْدَمع !
