كَـ كُلّ مَرّةٍ تَرْتَكِبُ فِيهَا المَسيرَ عُنْوَة فِي هَذا الزّقاق ,,
تَتَكَالَبُ عَليهَا أقاليمُ الشّوق وَ تَكْسِرَ جُسُورَ ثَبَاتِهَا المُفتَعَل ..
لِتَنْتَزِعُها مَخَالِبُ ذِكرَياتِهَا المَعْجُونَةِ بِرَائِحَةٍ لا تَكُونُ إلا لِلمَاضِي
وَ تَزرَعْهَا فِي نَجْدٍ يُطّلُ عَلى أُجَاجِ بُحُورِ خَيبَتِهَا بِهِ.
عَبَثَاً تَطْوِي يَديهَا حَولَها بِعِنَاقٍ مُشْفِق لا يُدْرِكُ حَجْمَ مَا يَتَسَرطَنُ
فِي خلايَاهَا مِنْ كَائِنَاتِ الفَقدِ إلاه .
وَ عَبَثَاً تَهرِبُ مِنْ فَحِيحٍ يَشْمَتُ بِهَا " أنْ تَدسِّي رَأسُكِ بَينَ رُكْبَتَيكَ
هَذا لَنْ يُخرِسَ نَبْضاتُكَ اللجوجَةِ بِالذّكْرَى " ..
كَـ كُلّ مَرّةٍ أيْضَاً تُجَاهِدُ فِيهَا كَي لا تَسْكِبَ مَاءَ النّارِ المُشْتَعِلِ فِي عَينَيهَا ..
تَكْتَفِي بِتجرّعِ غَصّاتٍ تُمزّقُ حُنْجَرَتِهَا وَ تَلوي أوتَارِ صَوتِهَا
وَ تَضُمُّ أنْسِجَتِهَا فِي لُفَافَةِ مَوتٍ سَخمَة بَينَها وَ بَينَ الحَياةِ
مَوبِقاً لا يُمكِنُ دَكّه ,,
عَجِينَةٌ هِي بَينَ أصَابِع النّدَم ..
وَ مُتَمَوسِقٌ أنَتَ عَلى جِذْعِ الضّياع .