هي الأجوبةُ يا فيصل مَن تبحثُ عن الأسْئلةِ , تماماً كَما تتوهُ الامنياتُ بحثاً عن نَيزكٍ مُحتَرِق , يَحملُ زفيرَ نَبضِها الأوّل ..
أُصْغِي .. أُصْغِي ,
و يحاصرني اللّيلُ بذاتِ الإزارِ , و لا أستطيعُ الفرارِ بفَرَحي / بحَرفي / بجُرحي منهُ كما فعلَتْ ذاتُ الضَّوء ..
و المدائنُ تردّدُ بصوتِ الوَجعِ الأوّلِ .. أنفاسِيَ المكبوتة , التّائهةَ وراءَ حنجرةٍ لم يستأصلها الظّلمُ بعد ..
و طفلٌ بينَ جوانحي , يقارعُ البكاءَ , ليَحيَا بشهقةٍ أُولى / أَولى بالحياةِ منها من الموت ..
أمّا الدّهشة , فتَبقى , كترابِ ذاكَ المُضيءِ القابعُ في البَعيد, يُهدينا لُغزاً عصيّاً على الحُزن و الفَرح .. بَريئاً مِن دمِ الوَفاء .
اتلُ يا فيصل على أرواحِ الأوطانِ المَفقودةِ مَزيداً مِنَ الكَلمات ,
علَّ الحنينَ يعودُ فينمو في قلوبنا , كشعاعٍ أبيضٍ طَهرّهُ المطرُ فتَفرّقَ ألواناُ شَتاتا ..