.
.
.

أخي العزيز
[..سعد الوهابي..]
رغم مرور عقدين وأكثر
لم تتغير كثيراً عن هذه الصورة
بريقاً وبراءة داخلية وخارجية..
توأم الروح وصديقي العزيز
جمعتنا المنتديات وفرّقتنا
أغوت اللذات كثيراً من العقول
وغابت عن الوعي قبائل من الجنسين
وأنت كالخيول الأصيلة تتأمل وتسمو
وتحملُ وفائك لكل من تقاسم معك حرفاً أو خبزاً
تغيرت أشياء كثيرة وخانتنا كثيرٌ من الصّور
وأنت كالذهب لم تتغيّر..
بأي لغة أكتب عنك
بلغة أخٍ صغير خجلى أمام أخيه الأكبر
بلغة مدين بالكثير لـ قلبٍ علمه
كيف تكون الكلمة عهداً
أم بلغة مطأطأة الرأس إحتراماً لـ شموخ
لغته الحرّة التي لم تستعبدها يوماً
صلة دم ولا مصالح "شبكيّة" أو عاطفيّة..
سعد الإنسان..
"وفيّ" لصديقه لدرجة لا تصدق في هذا الزمان
أتحدث من تجربة شخصية حقيقة وليس مجرد
تخمنيات متابع من بعيد..
لن أنسى موقفك في 2006 ووقفتك الصادقة
مع أخيك رغم أن لا علاقة لك بالأمر
لكنك بحر وفاء وشهامة لا ينضب..
سعد الإنسان..
طيب القلب بلا حدود ومحب للجميع
"أميّ" بالحقد والحسد ومشتقاته
يسامح ويعطي بلا إنتظار لمقابل..
أخطأ بحقه البعض ومع ذلك لم أسمعه
يوماً يشتمهم أو يذكرهم بسوء
في مجلس أو مقام أو مقال
أتحدث من واقع عايشته معه
وليس مجرد تنبؤات..
سعد الإنسان..
لا أدري لمَ يحبني كثيراً
أما أنا فأحبه كثيراً لأنه
يذكرني بزمن آبائنا الجميل
ويغسل من وجهي ملامح
الكآبة واليأس كلّما صدمتُ بشيءٍ
في زمن التغيرات والتلونات..
سعد الكاتب..
يأتي كالغيث لا تدري بأي أرضٍ يمطر
ومتى أمطر استبشر الناس واخضّرت
الأوراق ودام ماءُ مداده حولاً وأكثر..
سعد الكاتب..
مميز لا يشبهه أحد ولا يستطيع
تقليده أحد أو التمسّح ببلاطه أحد
إن لم يكن عميق التفكير واثق الخطوة
خالي من زيف الكلمات والأقنعة..
سعد الكاتب..
عاشق من الدرجة الأولى
عشقاً بريئاً عذرياً يجبرك على
إحترامه والحلم بما يشبهه
حين يتحدث عن العشق والهوى
يربكك بأفكاره وتجديده وبعده
عن الإسفاف والعرّي الحرفيّ..
سعد الكاتب..
محاور ومبدع في المقال والرأي
رغم ابتعاده عن هذا المجال
في الفترة الأخيرة لظروف
عمله وتواجده على الشبكة..
سعد..
أخشى عليه أحياناً من طيبة قلبه..
أخشى عليه من مجاملة البعض
على حساب نفسه..
أخشى عليه ممّن يحبهم..
أخشى علينا من طول غيابه
وجفاف أوراقنا حين يتأخر هطوله..
خالص الود والتقدير
