تغير الأمر فيما تلا ذلك العام من أشهر للصيام ، بل كانت الضربة أوجع عندما توفى والدي أيضاً بعد عامين ، فأصبحت لهذا الشهر الفضيل صورة أخرى بعيدة كل البعد عما كانت عليه
أنا أكبر أبناء العائلة وماتبقى أربع بنات صغار وولدين آخرين صغيرين أيضاً ، أصبح للصيام في هذه الفترة معان أكثر واقعية ،
ومتعة من جهة أخرى ، جهة اليتم والأجر ، لازلت أشعر أن والديّ هنا ، وأنا أؤدي دور الأم حينا ، ودور الأب أحياناً
أخرى ، انها المسؤلية ياجماعة ، وماأمتعه من شعور وأنت ذا دور مهم للغاية في هذه الحياة ، حتى ولو كان على
حساب حياتي ، فالغنيمة هنا أكبر ، والحياة هنا ذات هدف أوضح ، على الأقل هذا ماأراه .....
هذا لايمنع من أن الخطوط العامة لأجواء رمضان مازالت على حالها ، فسهرات الشباب مشحونة بالنقاشات
عن مسلسلات رمضان
" هارون الرشيد لم يكن يشرب الخمر ، لايجوز عرض الصحابة في المسلسلات ، عدونا الداخلي من الكتاب المزورين
للتاريخ أخطر علينا من أمريكا ، طاش ماطاش وقضاياه الخلافية "
وماالى هنالك من البرامج الأخرى ، والأمور الفقهية التي يكثر السؤال عنها في هذا الشهر ، كما أن العيادة هي الأخرى
كانت مصدراً للتواصل عبر رمضان ، فهذا الذي لم يتسحر البارحة من هول ماألم به من وجع الضرس ، وذاك الذي
هب الى الطبيب كي يصوّج فمه قبل شهر الأكل ، والكثير الكثير من الأحاديث
التي يكون لها هذا الشهر علامة فارقة ...