أماسي ..
كنتُ أعدُّ قطراتِ الضوءِ المنهمرةِ على شَبّاكي حين طالعني فاروق جويدة يقول :
( في آخرِ المشوارِ
يبدو وجهكِ المنقوشُ من زمنِ البراءةِ
ضوءَ صبحٍ في يدي
فقد خانَني الزّمن اللّقيط
أضاعَ منّي الأمسَ .. شرّدني
وأنكرَ مولدي
لا تحرميني من غدي
من ألفِ عامٍ
عشتُ أرسمُ صورةَ امرأةٍ
أعيدُ بها الزّمن..
ويكونُ وجهُ حبيبتي
هو ما تبقّى من زمانِ الحلمِ
في هذا الوطن .. )
- كيفَ ترى أماسي الحبَّ في زمنِ الخيانة ؟
- عندَ الكثيرِ من الأدباء الحديثين , ارتبطَ الوطنُ بالحبيبة / بالحبيب , لماذا برأيك ؟
وهل نعاني نحن أبناءُ هذا الزّمن فعلاً من شعورِ اللا انتماء , ومن أوطانٍ لقيطة ؟
- الرّجل يقول أنّه أكثر اخلاصاً من الانثى , والأنثى تقول أنها الاكثرُ اخلاصاً , ما مقياس الوفاء بنظركِ ,
و هل ترين أنّه يرتبطُ بجنسٍ محدّد , أو يخضعُ لشروطٍ زمانيّةٍ ومكانيّةٍ محدّدة ؟
- المرأة الحُلم , الّتي كتبَ عنها فاروق جويدة في الكثير من أحلامه / قصائده , وفعلها الكثيرون غيرهُ من الادباء ,
هل هي حقّاً موجودة , ما صفاتُها تبعاً لوقتنا هذا ؟
- من خلالِ متابعتي للأدب الحديث , أجد أن المراة برعت أكثر من الرجل في مجال النثر , بينما أبدع الرجل في الشعر أكثر ,
ما رأيكِ بذلك , ولماذا ؟
- الزّمن , يركضُ أمام أعيننا , ماذا فعلت أماسي للزّمن , كي تُبقي رمالهُ في الأعلى , وتلحقَ الحلم ؟
- البراءةُ والنّقاءُ و الطُّهر , صفاتٌ نتغنّى بها , في زمن المصالح أين ترينَ تلكَ الصّفات , وهل هي موجودةٌ حقّاً ؟
- متى كانت آخر مرّة صادفتكِ فيها لائحةُ أسئلةٍ طويلة , فصاحَت دهشتُكِ / خوفكِ / سعادتكِ :
هذا كلّه لي ! 
/
حتّى الصّباح , لجبينكِ قبلةٌ من نور .
